للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

لا عار في الحبّ إن الحبّ مكرمة ... لكنّه ربما أزرى بذي الخطر «١»

وقيل: لو لم يكن في العشق إلا أنه يشجع الجبان ويصفّي الأذهان ويبعث حزم العاجز لكفاه شرفا. قال شاعر:

الحبّ شجّع قلب كلّ فروقة ... والحبّ حمّل عاجزا فأطاقا «٢»

ذمّ من لا يعشق وكدر حياته

قال أعرابي: من لا يعشق فهو ردئ التركيب جافي الطبع كزّ «٣» المعاطف. كان ابن أبي مليكة يؤذّن فسمع غناء فطرب وقال:

إذا أنت لم تعشّق ولم تدر ما الهوى ... فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا

وقال:

من عاش في الدنيا بغير حبيب ... فحياته فيها حياة غريب

ما تنظر العينان أحسن منظر ... من طالب إلفا ومن مطلوب

ما كان في حور الجنان لآدم ... لو لم تكن حواء من مرغوب

قد كان في الفردوس يشكو وحشة ... فيها ولم يأنس بغير حبيب

[ذكر من عشق من الكبار]

قد علم ما كان من داود عليه السلام وعشقه امرأة أوريا والتحاكم إليه وقوله تعالى:

إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً

«٤» الآية حتى فطن للقصة فاستغفر ربّه (الآية) . وخبر يوسف وامرأة العزيز وقوله تعالى: قَدْ شَغَفَها حُبًّا

«٥» وخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم مع زينب امرأة زيد قال العبّاس بن الأحنف:

أستغفر الله إلّا من محبّتكم ... فإنها حسناتي يوم ألقاه

فإن زعمت بان الحبّ معصية ... فالحبّ أحسن ما يعصى به الله

من قهره الهوى عن عزّه

كان للرشيد ثلاث جوار اشتد شغفه بهنّ فقال:

ملك الثلاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبي بكلّ مكان

مالي تطاوعني البريّة كلّها ... وأطيعهنّ وهنّ في عصياني

<<  <  ج: ص:  >  >>