للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البخاري: أتقول لا استطاعة قبل الفعل وما من عامي إلا ويعلم خلاف قولك، فقال: بل يعلم خلاف قولك فانظر، فدعا بحمال فقال: إن هذا يزعم أنك لا تستطيع حمل هذا الكور. فقال: أم الذي يقول هذا ألف فاعلة.

[خلق القرآن]

قال الذهبي: سألت جعفر بن محمد عن القرآن فقال: لا أقول خالق ولا مخلوق. واحتج بهذا أحمد بن حنبل رضي الله عنه على المعتصم فقال ابن أبي داوود: أين حديث عمران بن حصين عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: ما خلق الله خلقا أعظم من آية الكرسيّ وكان الخليل يمنع أن يوصف الكلام بالمخلوق، فيقول: الكلام متى وصف بالخلق فالقصد به الكذب ولهذا يقال هذا كلام خلقه فلان أي تقوّله. وقال بعضهم:

أصفه بأنه محدث ولا أقول أنه مخلوق لقوله تعالى: ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ

«١» . وسمع مخنث رجلا يقرأ قراءة قبيحة فقال أظن هذا القرآن الذي يزعم ابن أبي داوود أنه مخلوق. قال أبو العالية:

لو كان رأيك منسوبا إلى رشد ... وكان عزمك عزما فيه توفيق

لكان في الفقه شغل لو قنعت به ... عن أن تقول كلام الله مخلوق

ماذا عليك وأصل الدين يجمعكم ... ما كان في الفرع لولا الجهل والموق «٢»

وكان بعض القصاص بأصبهان يتشدد في خلق القرآن، فسئل عن معاوية هل كان مخلوقا، فقال: نعوذ بالله من نهايات الجهالات.

رؤية الله تعالى وتقدّس

من نفى عنه الرؤية احتج بقوله تعالى: لَنْ تَرانِي

«٣» وذلك مذكور على طريق التمدح فلا يختص به وقت دون وقت ومخالفوه احتجوا بقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ

. «٤» وقالت عائشة رضي الله عنها: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم الفريّة على الله، ولكنه قد رأى جبريل مرتين في صورته وخلقه سادا ما بين الأفق.

وقال ابن عباس لقد رأى من آيات ربه الكبرى أنه رأى جبرئيل على رفرف قد سد أفق السماء وروي أن أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه سمع رجلا يقول والذي احتجب بسبع سماوات، فقال: إن الله لا يحجبه شيء عن شيء، فقال هل أكفر عن يميني قال لا لأنك حلفت بغير الله ومن حلف بغيره لا تلزمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>