للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال رجل للأحنف: إن قلت واحدة لستمعن عشرا. فقال: أنت إن قلت عشرا لم تسمع واحدة. وألحّ رجل على الأحنف بالشتم فلما فرغ قال: هل لك في الغذاء فإنك مذ اليوم تحدو بأحمال ثقال، وشتم سفيه حكيما وهو ساكت فقال: إياك أعني. فقال: وعنك أغضي. قال:

وبعض انتقام المرء يردي بعقله ... وإن لم يقع إلا بأهل الجرائم

وقيل لبعضهم وقد كان من صاحب له ذنب إليه: هلّا جازيت فقال:

الصقر يحقر عن طراد الدّخّل «١»

قال شاعر:

شاتمني عبد بني مسمع ... فصنت عنه النّفس والعرضا

ولم أجبه لاحتقاري له ... من ذا يعضّ الكلب إن عضّا

ولهذا باب في موضع آخر.

الحثّ على التصامم عن القبيح والتمدّح بذلك

قال المهلب «٢» : إذا سمع أحدكم العوراء فليطأطىء لها تتخطّاه، وأسمع رجل آخر وهو ساكت فقال: إني وإياك كما قال زهير:

وذي خطل في القول يحسب أنه ... مصيب فما يلمّم به فهو قائله

وقال حاتم:

وكلمة حاسد من غير جرم ... سمعت فقلت مرّي فانفذيني

عنيت بها كأن قيلت لغيري ... ولم يعرق لها يوما جبيني «٣»

قال السموأل اليهودي «٤» :

ربّ شتم سمعت فتصاممت ... وعيّ تركته فكفيت

قال البحتري:

وأحبس عن تعريض عرضي لجاهل ... وإن كنت في الإقدام أطعن في الصّف «٥»

<<  <  ج: ص:  >  >>