هو للضيف عندنا ... أول الزاد والقرى
٦- قال الجمّاز: دخلت على الرشيد وبين يديه طبق فيه ورد، فقال: قل في هذا شيئا فقلت:
كأنه خدّ محبوب يقبّله ... فم الحبيب وقد أبدى به خجلا
فقالت جارية على رأسه، ألا قلت:
كأنّه لون خدّي حين تدفعني ... يد الرشيد لأمر يوجب الغسلا
فضحك وقال: قومي لننظر.
٧- قصد أعرابي المأمون فقال: قد قلت شعرا، فقال: أنشده، فأنشد:
حيّاك ربّ الناس حيّاك ... إذ بجمال الوجه رداكا
بغداد من نورك قد أشرقت ... وأورق العود بجدواكا
فأطرق المأمون ساعة ثم أنشد:
حيّاك ربّ النّاس حيّاك ... إن الذي أملت أخطاك
أتيت شخصا كيسه قد خلا ... ولو حوى شيئا لأعطاكا
فقال: يا أمير المؤمنين أن بيع الشعر بالشعر ربا فاجعل بينهما محللا فضحك وأمر له بمال.
وقيل من أحسن شعر القدماء قول عبيد:
اللّيل ليل والنهار نهار
فأنشد ما جنّ ذلك فقال:
القرع قرع والخيار خيار ... والدب دبّ والحمار حمار
٨- اجتمع قوم عند رجل فلم يحضره شيء فرهن قطيفته، ولما قعدوا للشراب غنّى المغنّي:
أترى الذين تخمّلوا جنوا
فقال صاحب البيت:
فلا أدري أجنوا أم لا؟ ... فاستغربوا ضحكا وخلصوا قطيفته
[(١٣) كلمات مجانين]
١- خرف النمر بن تولب فكان هجيراه: أصبحوا الضيف أغبقوا الراكب. وخرفت