للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البحتري:

مواهب ما تجشّمنا السؤال لها ... إنّ الغمام قليب ليس يحتفر

وقال أبو تمّام:

أعطي ونطفة وجهي في قرارتها ... تصونها الوجنات الغضّة القشب

لن يكرم الظّفر المعطى وإن أخذت ... به الرغائب حتّى يكرم الطّلب

من يكتفي في سؤاله بالتّعريض

قال ابن الرومي:

يا من إذا التعريض صافح سمعه ... أغنى العفاة به عن التّصريح

وقال المتنبيّ:

ومثلك من كان الوسيط فؤاده ... فكلّمه عنّي ولم أتكلّم

[المغني سائله عن سؤال غيره]

سئل بعض الأدباء عن جعفر بن يحيى بعد ما قتل، فقال: تركني مقطوع الآمال زاهدا بعده في طلب الأموال. قال ابن الرومي في معناه:

سألتك إغنائي عن النّاس كلّهم ... فأغنيتني عنهم وعنك جميعا

وقال أبو تمّام:

لم يدعني وفي يميني فضل ... لندى غيره ولا في شمالي

وقال ابن نباتة:

لم يبق جودك لي شيئا أؤمله ... تركتني أصحب الدّنيا بلا أمل

ولعابدة المهلبيّة:

بحمدك لا بحمد النّاس أضحى ... وكيلي ليس يقنعه وكيل

وكانوا كلّما كالوا وزنّا ... فصاروا كلّما وزنوا نكيل

وكنت وناقص وزني فأضحى ... مفاعيلن مفاعيلن فعول

[من يصير سائله مسؤولا بما يعطيه]

مدح أعرابي رجلا، فقال: يعود عليه المجتدي مجديا ومستعطي رفده معطيا والمنتجع منه منتجعا. قال أبو تمّام:

وكم لحظة أهديتها لابن نكبة ... فأصبح منها ذا عفاة ونائل «١»

<<  <  ج: ص:  >  >>