للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت ... فدلّ عليها صوتها حيّة البحر

وأراد المحاربي قول الشاعر:

لكلّ هلالي من اللؤم جبّة ... ولابن يزيد برقع وقميص

ورأى بعضهم على قيسيّ بردا، فقال: إنكم لتغالون بالبرود أراد قول الشاعر:

المشتري الفسو ببرد حبره «١»

وعرض ابن هبيرة على ضبيّ يلاعبه فصّ فيروزج فخجل منه، أراد به قول الشاعر:

ألا كلّ ضبيّ من اللؤم أزرق

[هجو القبائل]

روي أن رجلا عطش في مفازة فانتهى إلى خباء فعدت صبية فأقبلت عليه بماء ولبن، فسألها عن قبيلتها فقالت: من بني عامر. فقال: الذي يقول فيهم الشاعر:

لعمرك ما تبلى سرائر عامر ... من اللؤم ما دامت عليها جلودها «٢»

فتعثرت الصبية كمدا فكسرت الإنائين، وقالت: يا عماه ممن أنت؟ قال: من تميم.

قالت: الذي يقول فيهم الشاعر:

تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا

فقال: بل أنا من بالهة. فقالت:

إذا ولدت حليلة باهليّ ... غلاما زاد في عدد اللئام

فقال: بل أنا من بني أسد، فقالت:

ما سرّني أنّ أمّي من بني أسد ... وأنّ لي كلّ يوم ألف دينار

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم ... قالوا لأمّهم بولي على النّار

فقال: بل أنا من بني عبس، فقالت:

إذا عبسية ولدت غلاما ... فبشّرها بلؤم مستفاد

فقال: بل أنا من قيس، فقالت:

إذا قيسية عطست فنكها ... فإنّ عطاسها سبب الوداق «٣»

فقال: بل أنا من كلب، فقالت:

إذا كلبيّة خضبت يداها ... فزوّجها ولا تأمن زناها

<<  <  ج: ص:  >  >>