للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو يصيد البعوض وقيل إن أنثاه تحيض وترضع كالأرنب وماله منقار وله أسنان حداد ويصير على الطعام. ونهى عن قتله وقتل الضفدع. وقيل: إن أنثاه تحمل ولدها تحت جناحها، ترضعه في طيرانها وتتجنب ورق الدلب حيث كان. وفيه قال ابن المعتز:

أبى علماء النّاس أن يعلمونني ... وقد ذهبوا في الشعر في كلّ مذهب

بجلدة إنسان وصورة طائر ... وأظفار يربوع وأنياب ثعلب «١»

[الببغاء]

من غريزته أن من كلمها نصب لها مرآة وكلّمها من خلفها، حتى تعتاد الكلام

[(٦) ومما جاء في الهوام والحشرات]

السنّور

يشبه الإنسان في أمور شتّى في العطاس والتثاؤب والتمطي وغسل الوجه والعين.

وقيل: إن الأصل في خلقه أن أصحاب نوح عليه السلام تأذوا في السفينة بالفأر فسألوا نوحا عليه السلام أن يسأل ربّه، فخرج السنّور من عطسة الأسد فصاده. وتأذوا بالعذرة فخرج من سلحة الفيل الخنزير فأكله.

ومتى رأى السنور الفأر زلق وإن كان بمعقل خوفا منه وهو يأكل الحشرات كالخنفساء وبنات وردان «٢» والحيّة وكل ذات سمّ وقد تأكل أولادها. وقيل إن ذلك لبرّها «٣» بهم.

والضبّ تأكل ولدها لعوقها «٤» . فقيل أبرّ من هرّة واعقّ من ضبّ.

وهي كثيرة الأسماء غير الصفات: يقال لها القطّ والضيون والهرّ والسنّور. وأسماء الأسد أكثر صفات. وروي أن أعرابيا صاد سنّورا فلم يعرفه فتلقاه رجل فقال: ما هذا السنور؟ وتلقاه آخر فقال: ما هذا الهر؟ وآخر فقال: ما هذا الضيون؟ وآخر فقال: ما هذا القط؟ فقال الأعرابي: إني أحمله وأبيعه فيسجعل الله لي منه يسرا فلما حمله إلى السوق، قيل: بكم؟ قال: بمائة. قيل: إنه يساوي نصف درهم، فرمى به وقال: لعنه الله فما أكثر أسماءه وأقلّ نفعه.

وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم امتنع من دخول دار قوم فيها كلب فقيل له: إنك تدخل دار فلان وفيها هرّ، فقال: الهرّ ليست بنجسة إنها من الطوافين عليكم والطوّافات.

<<  <  ج: ص:  >  >>