ذمّ من بخل بالتحيّة وعذره
أنشد ثعلب:
ومالك نعمة سلفت إلينا ... فكيف نراك تبخل بالسّلام
وقال كشاجم:
إذا كاتبوا صادقوا في الدعا ... كان دعاءهم مستجاب
وأنشد المبرّد:
إذا لم تجد بجميل الكلام ... فما الذي بعده تبذل؟
وقال آخر:
يا جوادا بالثّراء ... وبخيلا بالدّعاء
فتفضّل يا أخا ... الفضل بتفخيم الثّناء
وسلم آخر على رجل بسوطه فلم يجبه، فقيل له في ذلك، فقال: سلم عليّ بالإيماء فرددت عليه بالضمير:
لقد مرّ عمرو على مجلسي ... فسلّم تسليمة خافيه
لئن تاه عمرو بفضل الغنى ... لقد فضّل الله بالعافيه
وقيل: من بدأ بغيضا بالسلام فهو أبغض منه. وقال ابن المقفع: لا تكوننّ نزر الكلام والسلام ولا تتهافتن بالبشاشة والهشاشة، فإن أحدهما كبر والآخر سخف. وقال الشعبي: انتهت التحية إلى قولهم وبركاته. ولقي رجل أبا العيناء فقال أطال الله بقاءك وأدام عزك وتأييدك، فقال: هذا العنوان ما هو. وقال المتنبي في عذر تخفيف السلام:
أقلّ سلامي حبّ ما خفّ عنكم ... واسكت كيما لا يكون جواب
[مواضع التسليم]
جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فقال صلّى الله عليه وسلم: إذا أتيتني على هذه الحال فلا تسلم عليّ، فإنك إن فعلت لم أرد عليك وقال صلّى الله عليه وسلم: إذا أتى أحدكم المجلس فليسلم، فإن قام والقوم جلوس فليسلم فإن الأولى ليست بأحق من الآخرى. أتى أبو معكم الأسدي النبي صلّى الله عليه وسلم فقال:
يقول أبو معكم صادقا ... عليك السلام أبا القاسم
فقال صلّى الله عليه وسلم: إن عليك السلام تحية الموتى وكذا يقال للميت نحو، عليك سلام الله قيس بن عاصم. ودخل الحسن بن الكناني على عبد الله بن جعفر فأنشد:
عليك السلام أبا جعفر ... ولست بهر لدى المحضر
فقال: أخطأت حييتني بتحية الموتى، وقد أمكنك أن تقول:
سلام عليك أبا جعفر