للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يذكر. فبعد ذلك كان الفراش يصبّ ماء على يديه وعليه ثياب فاخرة فقال ركن الدولة: هذه الثياب من ذلك الطاس، وكان الفراش جلدا فقال نعم أيها الأمير: وغير ذلك من أثر النعم، فعفا عنه.

الحثّ على استبقاء نعمة بإقالة عثرة

قال ابن الرومي:

لا تطيّر وسنا عن مقلة ... أنت أهديت لها حلو الوسن»

قال ابن نوقة:

أترضى بإلزام الدنيئة خادما ... رجا في ذراكم أن ينال المعاليا «٢»

وقال روح بن ذنباع «٣» : لا تشمتنّ بي عدوا أنت رقمته ولا تسوءنّ بي صديقا أنت سررته ولا تهدمنّ ركنا أنت بنيته.

[استعفاء من زعم أن ذنبه كان خطأ أو نسيانا]

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان. وقال غلام هاشميّ أراد عمّه أن يجازيه بسهو منه: يا عم إنّي قد أسأت وليس معي عقلي فلا تسىء ومعك عقلك. قال أبو تمّام:

فإن يك سخط عمّ أو تك هفوة ... على خطإ منّي فعذري على عمد «٤»

قال عليّ بن الجهم:

ألم تر عبدا عدا طوره ... ومولى عفا ورشيدا اهدى

ومفسد أمر تلافيته ... فعاد وأصلح ما أفسدا

قال المتنبّي:

وعين المخطئين هم وليسوا ... بأوّل معشر خطئوا فتابوا

وما جهلت أياديك البوادي ... ولكن ربّما حفي الصّواب

المتمدّح بذلك

اعتذر رجل إلى المنتصر فقال: أتراني أتجاوز بك حكم الله حيث يقول: لَيْسَ

<<  <  ج: ص:  >  >>