للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: استمع، فسوء الإستماع نفاق. وقيل للسائل: على السامع ثلاث أمور: جمع البال، وحسن الإستماع، والكتمان لما يقتضي الكتمان.

وقيل: أساء سمعا فأساء إجابة.

وقال فيلسوف لتلميذ له: أفهمت؟ قال: نعم. قال: كذبت لأن دليل الفهم السرور ولم أرك سررت.

وقيل: نشاط القائل على قدر فهم السامع.

وقيل: من سعادة القائل أن يكون المستمع إليه فهيما.

وقيل فلان في الاستماع ذو أذنين «١» وفي الجواب ذو لسانين «٢» .

قال الشاعر:

إذا حدّثوا لم يخش سوء استماعهم ... وإن حدّثوا قالوا بحسن بيان

وقال رجل: أذني قمع لمن يحدّثني.

النّهي عن محادثة من ساء استماعه

قيل: من لم ينشط لاستماع حديثك ما رفع عنه مؤنة الإستماع. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: حدث الناس ما حدجوك بأسماعهم، ولحظوك بأبصارهم، فإذا رأيت منهم إعراضا فأمسك.

وقيل: لا تطعم طعامك من لا يشتهيه. وقيل حدث حديثين امرأة فإن لم تسمع فأربع، أي كفّ.

الحثّ على إزدياد السّماع على المقال

سمع بقراط «٣» رجلا يكثر من الكلام، فقال له: إن الله تعالى جعل للإنسان لسانا واحدا وأذنين، ليسمع ضعف ما يقول.

[تفضيل السماع على المقال]

كان أعرابي يجالس الشعبي «٤» فأطال الصمت، فسأله عن ذلك، فقال: أسمع فأعلم، واسكت فأسلم.

وقيل لأعرابي: لم لا تتكلم؟ فقال: حظّ لسان الرجل لغيره وحظّ سمعه له. وقال محمد بن المنكدر: لأن أسمع أحبّ إليّ من أن أنطق، لأن المستمع يتّقي ويتوقّى.

<<  <  ج: ص:  >  >>