للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّك ذاك الذي في الضّروع ... بقادم أضرتها المنتشر

وسمع رجل آخر يقول: أنت لم تأت قط بخير، فقال: إن لم آت بخير فقد أتيت بشر. وقد قيل إذا لم ترفع في الخير شعارا فارفع في الشر شنارا، ثم أنشد:

إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنّما ... يرجى الفتى كيما يضرّ وينفع

وهذا ضد قول القائل:

خمول الذكر أسنى ... من الذكر الذّميم

قال مروان بن أبي حفصة «١» :

وما فعلت بنو مروان خيرا ... ولا فعلت بنو مروان شرّا

قال أبو الفرج الأصبهاني:

كأنّه التيس قد أودى به هرم ... فلا لحم ولا عسب ولا ثمن «٢»

وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن رجل فقال: هو فصل لا حر ولا برد وهو عوسجة لا ظل ولا ثمر، وقال أبو علي ابن عبدوس الشيرازي:

هم الكسوب فلا أصل ولا ثمر ... ولا نسيم ولا ظلّ ولا زهر

ذمّ من لا يضرّ ولا ينفع

قيل: فلان إن دنوت منه عرّك وإن تباعدت عنه ضرك، شرّه يفيض وخيره يغيض:

وشرّك في البلاد يسيل سيلا ... وخيرك رمية من غير رام «٣»

هو كالسمرة التي قلّ ورقها وكثر شوكها وصعب مرتقاها لا كالكرمة، التي حسن ورقها وطاب ثمرها وسهل مجتناها «٤» . لا يؤمن خباله «٥» ولا يرجى نواله «٦» حديثه غثّ «٧» وكلامه رثّ «٨» عيال في الجدب عدو في الخصب قليل الخير جمّ الضير «٩» .

قال ابن الحجّاج:

أعيذكم بالله من عصبة ... تباع مجّانا ولا تشترى

فإنّكم من حيث ما استنشقت ... روائح الآمال فيكم خرا

<<  <  ج: ص:  >  >>