للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حمال وأعطاها مريضا، وقال: إن سيئة بسيئة وحسنة بعشرة فقد ربحت تسعة.

وكان رجل يحج عن حمزة بن عبد المطلب ويقول: قتل قبل فرض الحج. وآخر يضحي عن أبي بكر وعمر ويقول: أخطآ السنة في الأضحية. وكان أبو شعيب العلائي لا يصلي ولا يصوم ويقول من أنا حتى أصلي وأصوم، إنما يفعل ذلك الكبراء الذين أريد منهم التواضع.

وفضل اللخمي قبر إحدى عينيه، وقال: النظر بهما إسراف. وقال بعضهم: صحبني رجل في طريق يدعي أنه بلغ في التصوف منزلة الرضا، فجاءني يوما فقال إن فلانا دب عليّ البارحة فما قلت شيئا حتى فرغ وكرهت أن أخرج من منزلة الرضا فقلت هذا رضا مأبون أحمق.

وقال بعضهم: مررت برجل في يده سبحة أطول من باع وهو يقف في كل حبة مقدار عشر آيات فقلت له: ما تقول؟ قال: أقول أيري في حر أم المعتزلة سبع مرات، وأيري في إست القدرية عشر مرات، فقلت: لم زدت هؤلاء، قال: لأنهم خرجوا على أمير المؤمنين الحجاج بن مروان.

ذمّ مبالغ في نسكه إلى حدّ الرّقاعة

سأل الشعبي رجلا بم أفطر قال: أفطرت بزيتونة أو نصف زيتونة أو ربع زيتونة أو ما شاء الله من زيتونة ومر آخر بحمال معه شوك فشكت رجله، فقال للحمال: اجعلني في حل من هذه الشوكة فلا يمكنني إخراجها.

الحثّ على التّنظيف

قال الله تعالى: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ

«١» وقال صلّى الله عليه وسلّم: إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويكره البؤس والتباؤس. وقال صلّى الله عليه وسلّم: إن الله جميل يحب الجمال. وقال عيسى عليه السلام: ألبسوا لباس الملوك وأميتوا قلوبكم بالخشية.

النّهي عن التماوت وفرط التّخشّع

روي أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا متماوتا في إظهار النسك فعلاه بالدرة وقال: لا تمت علينا ديننا. ومرّ رجل بعائشة رضي الله عنها متماوتا فقالت: ماله؟ قالوا: متخشع.

قالت: هو أخشع من عمر، وكان إذا مشى أسرع وإذا قال أسمع وإذا ضرب أوجع.

من تورّع في الفسق

اجتمع جماعة على امرأة فقال أحدهم: خذي هذه الخمسة دراهم وقولي: قد فعل فقالت: أعوذ بالله أن أكذب جماعة بخمسة دراهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>