للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذريني أكثر حاسديك برحلة ... إلى بلد فيه الخصيب أمير «١»

فتى يشتري حسن الثناء بماله ... ويعلم أن الدائرات تدور «٢»

فما جازه جود ولا حلّ دونه ... ولكن يسير الجود حيث يسير

[من يهين أو يكرم مركوبه إذا بلغ مطلوبه]

وقال الشمّاخ:

إذا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فأشرقي بدم الوتين «٣»

قد استقبح الناس هذا المعنى، وقالوا: بئسما جازاها. وهذا مثل ما قال النبي صلّى الله عليه وسلم للمرأة التي ركبت بعير النبي صلّى الله عليه وسلم وتخلصت به، فقالت: يا رسول الله إني نذرت إن خلصني الله به لأنحرنّه، فقال صلّى الله عليه وسلم: بئسما جازيته لا نذر في مال غيرك.

وقال أبو نواس معارضا للشمّاخ:

أقول لناقتي إذ بلّغتني ... لقد أصبحت عندي بالثمين

فلم أجعلك للغربان نحلا ... ولا قلت أشرقي بدم الوتين

وقال آخر:

وإذا المطيّ بنا بلغن محمّدا ... فظهورهنّ على الرجال حرام

قرّبننا من خير من وطىء الثّرى ... فلها علينا حرمة وذمام «٤»

من ذكر أنه تحمّل تعبا في قصد معتفاه

دخل رجل على معاوية، فقال: هززت ذوائب الرحال إليك إذ لم أجد معولا إلّا عليك، أمتطي إليك بعد النهار واسم المجاهل بالآثار، يقودني نحوك رجاء ويسوقني إليك بلاء، والنفس مستبطئة والاجتهاد عاذر إذا بلغتك فقط، فقال: إحطط رحالك وقوّ آمالك وكن على ثقة بالإنصاف والإسعاف.

وقدم وفد بني تميم على عبد الملك وفيهم عمرو بن عتبة، فقال: يا أمير المؤمنين نحن من نعرف وحقّنا لا ينكر، وجئناك من بعيد ونمت بقريب وما تعطينا من خير فنحن أهله، وما ترى من جميل فأنت أصله، فضحك عبد الملك، وقال: يا أهل الشأم هؤلاء قومي وهذا كلامهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>