للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المصيصي:

يضع الطعام وليس إلا شمّه ... علقت روائحه بأنف الزائر

فعلى جليسك غسل عينيه إذا ... رفع الخوان مع الهجاء السائر

وقال جحظة:

طوبى لمن يشبع من خبزكم ... فهو على مهجته آمن

[من شبع وضيفه جائع]

قال فضالة:

وحسب الفتى لؤما إذا بات طاعما ... بطينا وأمسى ضيفه غير طاعم

وقال آخر:

وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه

قال الأعشى في علقمة:

تبيتون في المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا «١»

فقال علقمة: فضحني والله، اللهم أخزه إن لم يكن صادقا.

[من يؤذي ولا يقري]

قال بعضهم:

إن يوقدوا يوسعونا من دخانهم ... وليس يدركنا ما تنضج النّار

وقال آخر:

لا يرتجي الجار خيرا في بيوتهم ... ولا محالة من شتم وإلغاب «٢»

[المنفرد عن أصحابه بالأكل]

قال بعضهم:

يروغ ويأكل في جفنة ... وأكباد ضيفانه جائعه «٣»

وقيل للجماز: من يحضر مائدة الهبيرا، فقال: أكرم خلق الله الكرام الكاتبون.

واصطحب رجلان، فقال أحدهما للآخر: تعال حتى نأكل معا، وقال: معي خبز ومعك خبز، فلولا أنك تريد الشر لأكلت وحدك. وقيل لآخر: ألا تأكل معنا؟ فقال: الجماعة مجاعة. قال الشاعر:

الآكلون خبيث الزّاد وحدهم ... والسائلون بظهر الغيب ما الخبر «٤»

<<  <  ج: ص:  >  >>