وقال ابن المعتز:
أنت في الأربعين مثلك في ... العشرين قل لي متى يكون الفلاح؟
قال المتنبي:
وفي الجسم نفس لا تشيب بشيبه ... ولو أنّ ما في الوجه منه خراب
يغير منّي الدهر ما شاء غيرها ... وأبلغ أقصى العمر وهي كعاب
قال أبو سعيد الرستمي:
قبيح بذي الشيب أن يطربا ... وما للمشيب وما للصّبا
أمن بعد خمسين ضاعت سدى ... وأودى بها اللهو أيدي سبا «١»
تشيم بروق الدمى دائما ... وقد شامت العارض الأشيبا
وأقبح بذي عارض أشيب ... إذا قابل العارض الأشنبا «٢»
وأهلك واللّيل بادر به ... فقد كادت الشمس أن تغربا
قال علي بن عبد العزيز:
التّصابي بلا شباب محال
[من أقلع لظهور شيبه]
نظر إياس بن معاوية في المرآة فرأى شيبة في لحيته فقال: لا أراني سمير الحاجات بني تميم فلزم بيته ولم يدخل بعد ذلك على السلطان، وقال مسلمة بن عبد الملك: ما وعظني شعر ما وعظني ما قال عمرو بن حطان:
صبا ما صبا حتّى علا الشيب رأسه ... فلما علاه قال للباطل أبعد
وقال أعرابي: فلان وضع رداء مجونه لما بدا الفجر من ليالي قرونه. وقيل لرجل:
ألا تشرب؟ فقال: في شيب الرأس مطردة عن الكاس. وكان الرجل إذا بلغ أربعين طوى فرشه وجدّ في عمله.
وقيل: ثلاثة كل منها يقتضي تجنب الصبا: ظهور الشيب والتحصن بالتزوّج والحج إلى بيت الله الحرام.
وقالت امرأة لرجل: كان يخادنها ما فعل غزلك؟ فقال: أماته شيب العارضين.
قال أبو الفرج الببغاء:
لا عذر بعد عذار شاب أكثره ... فالشيب أوعظ أعذار وأنذار