للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقعد فيه متربعا منتفخا، وآخر أهديت له نصيحة فاتخذها ذنبا.

تفقّد الجلسة

قال عبد الملك: إني لأعرف عزّة الرجل في جلسته. وقيل: اختلاف صور جلوس الناس على اختلاف أحوالهم. وقيل: للمملوك جلسة وللراغب جلسة وللندام جلسة وللملاعب جلسة وللمطرب جلسة وللضيف جلسة.

[الانتقال من مجلس إلى مجلس]

قال الصولي: شرب عندي ابن أبي فنن يوما، فقلت له قم بنا ننتقل إلى مجلس آخر، فقال: النقلة من الإسلام كفر ومن النسب لؤم ومن المجلس سخف. وقيل لبعضهم:

انتقل، فقال: النقلة مثلة.

وكان المأمون كثير التنتقل في مجالسه، ويتمثّل بقول أبي العتاهية:

لا بدّ للنّفس إن كانت مدبرة ... من التنقّل من حال إلى حال

حمد الرّاضي بالقعود دون ما يستحقّ

قال الأحنف رحمه الله: ما جلست مجلسا خفت أن أقام منه لغيري. وقال الشعبيّ:

لأن ادعى من بعيد أحب إليّ من أن أدفع من قريب.

[مجلس أو وقت مستطاب]

قال ابن أبي البغل:

جلسنا مجلسا حسنا نظيفا ... خلا من كلّ ذي صلف وبغض «١»

وقال آخر:

ومجلس غاب عنه عاذله ... تبدّل فيه الهموم بالطّرب

وقال ابن المعتزّ:

كأنا من بشاشتنا ظللنا ... بيوم ليس من هذا الزّمان

إيثار الشّرب واللهو باللّيل

كان ابن المعتزّ لا يشرب إلا ليلا، ويقول: الليل أمتع، لا يطرقك فيه خبر فاظع ولا سبب مانع، والنهار أبرص لا يتم فيه سرور. أخذ ذلك كشاجم، فقال:

اتخذ الليل جمل ... ما حمل الليل حمل

آمن فيه زائرا ... يشغلني عن الشّغل «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>