للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال محمد بن أمية:

يا فراقا أتى بعيد تلاق ... واتّفاقا جرى بغير اتّفاق

حين حطّت ركابنا لتلاق ... زمّت العيس منهم لفراق «١»

إنّ نفسي بالشام إذ أنت فيها ... ليس نفسي نفسي التي بالعراق

أشتهي أن يرى فؤادي فيدري ... كيف وجدي بهم وكيف احتراقي

[كون من تباعد عن محبوبه في غربة]

فلا تحسبي أنّ الغريب الذي نأى ... ولكنّ من تنأين عنه غريب

وقال الخبزارزي:

أني لفي غربة مذ غبت يا سكني ... وإن ظللت أرى في الأهل والوطن «٢»

قال المتنبيّ:

إذا ترحّلت عن قوم وقد قدّروا ... أن لا تفارقهم فالرّاحلون هم

التلفّت إلى المحبوب بعد الارتحال عنه

قال شاعر:

ما سرت ميلا ولا جاوزت مرحلة ... إلا وذكرك يلوي دائما عنقي

وقال المتنبيّ:

أفدي المودّعة التي أتبعتها ... نظرا فرادى بين زفرات ثنا «٣»

قال ابن المعتزّ:

لست أنسى التفاته حين ولّى ... والتفاتي وقد نظرت إليه

وكلانا من التأسّف والوج ... د على إلفه يعضّ يديه

تسلّط أيام البين على وصل الأحباب

قال شاعر:

أرّق العين أن قرّة عيني ... دخلت بينه الليالي وبيني

قال جحظة:

جرت نوب الأيّام بيني وبينه ... فلم يبق إلا ما أعيد من الذّكر

وقال أبو تمّام:

عبث الفراق بعينه وبقلبه ... عبثا يروح الجدّ فيه ويغتدي

<<  <  ج: ص:  >  >>