للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل لرجل: كيف فلان؟ فقال أحمق مرزوق. وقيل لآخر: فقال عيي غنيّ حظيّ.

[الجد يحسن القبيح ويقرب البعيد]

قيل: إذا أقبلت الدنيا على إنسان أعارته محاسن غيره وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه. وقال شاعر:

إن المقادير إذا ساعدت ... ألحقت العاجز بالحازم «١»

وقيل: السبب الذي يتقدم به المجدود هو السبب الذي يتأخر به المحدود، قال أبو الشيص:

يخيب الفتى من حيث يرزق غيره ... ويعطى الفتى من حيث يحرم صاحبه

وقال الموسوي:

لا تحدثن طمعا وجدّك مدبر ... واطلب مدى الدنيا وجدّك مقبل «٢»

تعسّر الأمر على من خذله جدّه

قيل: إذا لم يساعد الجدّ فالحركة خذلان. وقيل: إذا ولّت الدول صارت الحيل وبالا.

قال شاعر:

إذا كان جدّ المرء في الشيء مقبلا ... تأتّت له الأشياء من كل جانب

وإن أدبرت دنياه يوما توعّرت ... عليه فأعيته وجوه المطالب «٣»

قال ثمامة: لما أخبر يحيى بن خالد بتغير الرشيد له، كان يحتال في تخليص روحه فأمرني يوما بالحضور معه فاجتمعنا على الرأي، فكلما أتى الرأي نقض عليه آخر حتى أعيانا الأمر، فقام وقال: أفّ لهذه الدنيا كان الرأي يجيئنا على البديهة والأمر مقبل، فصار لا يأتينا على الرويّة والأمر مدبر، ليصنع الدهر ما شاء. وقيل: إذا أراد الله تعالى أن يزيل عن عبده نعمة فأول ما يزيل عنه عقله.

قال البديهي:

إذا المقادير لم تقبل مساعدة ... على بلوغ المنى لم تنفع الهمم

وقال مخنّث: إذا جاء البخت توقف البيضة على أعلى الوتد، وإذا أدبر البخت أسق الهاون في الشمس.

تأسّف من جد جدّه ولم يساعده جدّه

قال أبو تمّام:

ماذا عليّ إذا ما لم يزل وتري ... إن نال في الرمي أغراضي فلم أصب

<<  <  ج: ص:  >  >>