عد من نفره، رماه الله بثالثة الأثافي ورياح عاصفة وسيول جارفة. ويقال: مالكم تفاقدتم فجع الله به وادا ودودا واشمت به حاسدا حسودا، وسلّط عليه هما يضنيه وجارا يؤذيه وعدوا يرديه، أقام الله عليه ناعيه وأشمت به أعاديه.
قالت امرأة:
ارم بسهمين على فؤاده ... واجعل حمام نفسه في زاده «١»
[وفي معنى أفقدنيه الله]
فقدت خيالك لا من عمى ... وصوت كلامك لا من صمم
قال الحميري:
ربّ قد أعطيتناه ... وهو من شرّ عطاء
فارجعنه ربّ عنّا ... بإزار ورداء
[الدعاء بإزالة الدولة]
قال أبو هفّان:
أزال الله دولتهم سريعا ... فقد ثقلت على عنق الزّمان
وقال جحظة البرمكي:
سألت الله تعميرا طويلا ... ليبهجني بخطب يعتريكم «٢»
أخاف بأن أموت ولن تريني ... صروف الدّهر ما أهواه فيكم
[الدعاء على ظاعن]
ودعت امرأة زوجها ورمته بروثة ونواة وحصاة، وقالت: راث خبرك وتناءت دارك وانحصى أثرك، ثم أنشدت:
اتبعته إذ رحل العيس ضحى ... بعد النواة روثة حيث انتوى «٣»
للروثة الريث وللنأي النّوى
وقال علي بن عاصم:
أمّا وقد ضمّه الفرار ... فلا يضمنّه القرار
ولا اطمأنت به الفيافي ... ولا استقرّت به الدّيار
وقال ابن حازم:
وداع دون أوبته النّشور ... ونأي لا يقربه مسير «٤»