للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: أحسنت. قال المتنبّي:

وبين الرّضا والسخط والقرب والنّوى ... مجال لدمع العاشق المترقرق

وهذا اختصار قول الآخر:

وما في الدّهر أشقى من محبّ ... ولو وجد الهوى حلو المذاق

تراه باكيا في كلّ حين ... مخافة فرقة أو لاشتياق

فيبكي إن نأوا شوقا إليهم ... ويبكي إن دنوا خوف الفراق

فتسخن عينه عند التّنائي ... وتسخن عينه عند التلاقي

وقال بعض الكتاب: تفكّري في مرارة البين يمنعني التمتع بحلاوة الوصل، وتكره عيني أن تقرّ بقربك مخافة أن تسخن ببعدك، فلي عند الاجتماع كبد ترجف، وعند التلاقي مقلة تكفّ.

[إظهار الشوق في حال الوصل]

قال شاعر:

قالوا ظفرت بمن تهوى فقلت لهم ... الآن أشرف ما كانت صباباتي «١»

لا عذر للصبّ أن تهدى جوارحه ... فقد تطعم فوه بالمواتاة

متطبّب داؤه الهوى

أنشد لعروة بن حزام:

جعلت لعرّاف اليمامة حكمة ... وعرّاف نجد إن هما شفياني «٢»

فما تركا لي رقية يعرفانها ... ولا سقية إلا وقد سقياني

فقالا شفاك الله والله مالنا ... بما ضمنت منك الضّلوع يدان

قال ديك الجن:

جسّ الطبيب يدي جهلا فقلت له: ... إنّ المحبّة في قلبي فخلّ يدي

وقال آخر:

وقالوا به من أعين الجنّ نظرة ... ولو صدقوا قالوا به نظرة الأنس

وقال آخر:

قال الطبيب لأهلي حين أبصرني ... هذا فتاكم وحقّ الله مسحور

فقلت ويحك قد قاربت في صفتي ... وجه الصواب فهلّا قلت مهجور.

<<  <  ج: ص:  >  >>