للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال مالي بعلم الغيب معرفة ... فقلت: إن دليل الحبّ مشهور

فيض الدّموع وأنفاس مصعّدة ... وضربة في الحشا والقلب مأسور

افتقاد الصّبر في الهوى

قال الصنوبري:

وما صبري أمامة عنك إلا ... كصبر الحوت عن ماء الفرات

قال أحمد بن أبي فنن:

لئن ظلّ من وجده مثريا ... لقد ظلّ من صبره مفلسا

وقال:

لم أقبل الصّحة بالشّكر ... عبثت بالحبّ ولم أدر

حتّى إذا باشرت أهواله ... وصرت مغلوبا على أمري

عذت بصبر فوجدت الهوى ... قد غلب الحبّ على صبري

متصبّر كرها

قال أبو العتاهية:

صبرت ولا والله مالي جلادة ... على الصبر لكنّي صبرت على الرغم

[استقباح الصبر في الهوى]

قال أبو تمّام:

الصبر أجمل غير أن تلذّذا ... بالحبّ أحرى أن يكون جميلا

أتظنّني أجد السبيل إلى العزا ... وجد الحمام إذا إليّ سبيلا

قال عمر بن أبي ربيعة:

وإنّ كثير الحزن ما لم أرد به ... حياض المنايا بعده لقليل

وقال آخر:

الصّبر إلّا في هواك جميل

[معاتبة من لم يضنه الهوى]

روي أن رجلا مرّ ببشار وهو مستلق على قفاه بدهليزه كأنه فيل، فقال: يا أبا معاذ إنك تقول أن في بردي جسما باليا، لو توكأت عليه لانهدم وأنك لو أرسل الله الريح التي أهلكت عادا عليك ما زعزعتك ونحوه وإن لم يكن من بابه أن أعرابيا مرّ برجل فقال: من هذا؟ فقيل: عابد فرأى رقبة غليظة وكدنة متناهية فقال: إنّ له رقبة ما أرى العبادة وقصتها ونحوه رأت أعرابية رجلا بضّ البدن فقالت: أرى وجها لم يؤثر فيه وضوء الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>