للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التصدّي للجواب لمن أمّك بالسؤال، وقال: تحت كلّ «لم» «١» أسد ملم.

نظر يزل مواقع الأقدام

وسئل الشعبي عن مسألة فقال: زيادات وبر لا تنساب، ولا تنقاد لو نزلت بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأعضلت.

الدافع باطل خصمه بحقّه

قيل: لا تدفع الباطل بالغلبة إذا أمكنك أن تدفعه بالحجّة.

وقال ابن عباس عجبا لمن يطلب أمرا بالغلبة، وهو يقدر عليه بالحجّة، فالحجّة دين يعقد به الطاعة، وسلطان الغلبة يزول بزوال القدرة.

وقال ثعلبة:

ولربّ خصم جاحدين ذوي شذا ... تقذى صدورهم بهتر هاتر «٢»

لقد ظأرتهم على ما ساءهم ... وخسأت باطلهم بحقّ ظاهر «٣»

وقال آخر:

ألا ربّ خصم ذي فنون علوته ... وإن كان ألوى يشبه الحقّ باطله

وهذا معنى قول العتابي «٤» : البلاغة تصوير الباطل في صورة الحقّ.

[المشاغب من يشاغبه]

قال أبو الأسود:

فشاغبته حتّى ارعوى وهو كاره ... وقد يرعوي ذو الشغب بعد التّحامل «٥»

فإنّك لم تعطف إلى الحقّ جائرا ... بمثل خصيم عاقل متجاهل

وقال آخر:

وما خصم الأقوام من ذي خصومة ... كمثل بصير عالم متجاهل

[القائم في المناظرة مقام الغيب]

وقال شاعر:

ومشهد قد كفيت الغائبين به ... في مجمع من نواصي النّاس مشهود «٦»

<<  <  ج: ص:  >  >>