للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: أبت الدنيا أن تعطي أحدا ما يستحقه، إمّا محطوط عن درجته أو مرفوع فوق قدره. وقيل لأفلاطون: لم لا يجتمع العلم والمال، فقال لعزّة الكمال، قال:

ومن الدليل على القضاء وكونه ... بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق

وقيل: من أعطاه الله عقلا احتسب عليه من الرزق، وقيل لو جعل الله المال للعقلاء مات الجهال، فلما جعله في أيدي الجهال استقلّهم العقلاء واستنزلوهم عنه بلطفهم. وقد تقدم في باب العقل شيء من هذا.

علّة ميل الدنيا إلى الأنذال

قال سعيد بن المسيب رضي الله عنه: الدنيا نذلة تميل إلى الأنذال. وقال حكيم: إذا أردت أن تزهد في الدنيا فانظر عند من هي. وقال النظّام: مما يدل على لؤم الذهب والفضة كثرة كونهما عند اللئام فالشيء يصير إلى شكله ومن هنا أخذ المتنبي قوله:

وشبه الشيء منجذب إليه ... وأشبهنا بدنيانا الطّغام «١»

وقال حسان:

المال يغشى رجالا لا طباع لهم ... كالسيل يغشى أصول الدندن البالي «٢»

وقال أبو تمّام:

لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسّيل حرب للمكان العالي

وقال ابن الرومي:

رأيت الدهر يرفع كلّ وغد ... ويخفض كلّ ذي رتب شريفه «٣»

كمثل البحر يرسب فيه حيّ ... ولا ينفكّ تطفو فيه جيفه «٤»

وكالميزان يخفض كلّ واف ... ويرفع كلّ ذي زنة خفيفه

[معاتبة الدهر لتقديم جاهل وتأخير فاضل]

وقال جحظة البرمكي:

غلط الدهر بما أعطاكم ... وفعال الدهر جهل وغلط

وقال الموسوي:

ومما يحلّل ذمّ الزما ... ن إقصاؤه الأفضلين الخيارا

<<  <  ج: ص:  >  >>