وقيل: أبت الدنيا أن تعطي أحدا ما يستحقه، إمّا محطوط عن درجته أو مرفوع فوق قدره. وقيل لأفلاطون: لم لا يجتمع العلم والمال، فقال لعزّة الكمال، قال:
ومن الدليل على القضاء وكونه ... بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق
وقيل: من أعطاه الله عقلا احتسب عليه من الرزق، وقيل لو جعل الله المال للعقلاء مات الجهال، فلما جعله في أيدي الجهال استقلّهم العقلاء واستنزلوهم عنه بلطفهم. وقد تقدم في باب العقل شيء من هذا.
علّة ميل الدنيا إلى الأنذال
قال سعيد بن المسيب رضي الله عنه: الدنيا نذلة تميل إلى الأنذال. وقال حكيم: إذا أردت أن تزهد في الدنيا فانظر عند من هي. وقال النظّام: مما يدل على لؤم الذهب والفضة كثرة كونهما عند اللئام فالشيء يصير إلى شكله ومن هنا أخذ المتنبي قوله:
وشبه الشيء منجذب إليه ... وأشبهنا بدنيانا الطّغام «١»
وقال حسان:
المال يغشى رجالا لا طباع لهم ... كالسيل يغشى أصول الدندن البالي «٢»
وقال أبو تمّام:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسّيل حرب للمكان العالي