فألقاك عن مذمومها متنزّها ... وألقاك في محمودها ولك الفضل
[تشبيه الممدوح بجماعة مختلفة في معان مختلفة]
قال رجل للمهدي: إنّك ليوسفيّ العفو إسماعيلي الصدق شعبيّ الرفق سليماني الملك داوودي الفضل «١» ، وحكى محمد الأنماطى الفقيه يوما قال: قد تغدينا يوما عند المأمون، فكان كلما وضع لون يقول: من به كذا فليأكل هذا ومن به كذا فليجتنبه. فقال يحيى بن أكثم: لله درك يا أمير المؤمنين فإنا إن خضنا في الطّب «٢» فأنت جالينوس، وإن ذكرنا النجوم فأنت هرمس «٣» أو العلم فأنت علي بن أبي طالب، أو السخاء فأنت حاتم «٤» ، أو الصدق فأنت أبو ذر «٥» ، أو الكرم فأنت كعب بن مامة أو الوفاء فأنت السموأل «٦» . فقال المأمون: للإنسان: فضل على غيره بالنطق والفهم ولولا ذلك لم يكن لحمه أطيب.
قال أبو تمام:
إقدام عمرو في سماحة حاتم ... في حلم أحنف في ذكاء إياس
قيل: فلان فيه ورع ابن سيرين وعقل مطرف ودهاء معاوية وحفظ قتادة، وقيل له بذل هاشم وعز كليب وضبط عائشة وبرّ عثمان وشجاعة عتيبة ومكر قيصر قال الطائي:
أصبحت حاتمها جودا واحنفها ... حلما وكيسانها علما ودغفلها
قال الرستمي:
سماحة كعب في رزانة أحنف ... ونجدة عمرو في وفاء ابن ظالم
قال السريّ الرفاء:
أوفى وكان محلّقا ومضى وكا ... ن مزلقا وسطا وكان محرقا «٧»
تشبيه الممدوح بأشياء مختلفة في معان مختلفة.
قال أبو تمّام:
له كبرياء المشتري وسعوده ... وسورة بهرام وطرف عطارد