للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضرب الحجّاج رجلا فقال: اعتديت أيّها الأمير فقال: لا عدوان إلا على الظالمين. ووقّع «١» إبراهيم بن العباس: إذا كان للمحسن من الحق ما يقنعه وللمسيء من النكال ما يقمعه بذل المحسن الحق له رغبة، وانقاد المسيء له رهبة.

حثّ القادر على العقاب قبل فوته

قيل: صمّم إذا أيقنت أنك عاقره «٢» ، وقال بعض الغسانيين يحرض الأسود بن المنذر على قتل أعدائه:

ما كلّ يوم ينال المرء فرصته ... ولا يسوغه المقدار ما وهبا

فأحزم الناس من إن نال فرصته ... لم يجعل السبب الموصول مقتضبا

لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها ... إن كنت شهما فأتبع رأسها الذّنبا

دخل الأبرش على هشام لما غضب على خالد القسري فقال: يا أمير المؤمنين أقلّ خالدا عثرته»

وتدارك بحلمك هفوته فقال:

مضى السهم حتّى لا يريد سوى الحشا ... فصادف ظبيا في الحديق راتعا «٤»

وكتب يحيى بن خالد إلى الرشيد من الحبس: إن كان الذنب خاصا فلا تعمم بالعقوبة في سلامة البري ومودة الولي. فكتب إليه: قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ

«٥» .

وقال عبد الصمد للمنصور: لقد هجمت بالعقوبة حتى كأنك لم تسمع بالعفو. فقال: لأن بني مروان لم تبل رممهم وآل أبي طالب لم تغمد سيوفهم، ونحن بين أقوام قد رأونا بالأمس سوقة واليوم خلفاء فليس تتمهد الهيبة في صدورهم إلا باطراح العفو واستعمال العقوبة. وقال لما قتل أبا مسلم: لقد شاركت عبد الملك في قول كثير:

يصدّ ويغضي وهو ليث خفية ... إذا أمكنته فرصة لا يقيلها

التبجّح «٦» بقسوة القلب وقلّة الرحمة

كان محمّد بن عبد الملك بن الزيات يقول: رقة القلب من خور «٧» الطبيعة. ولما أمر

<<  <  ج: ص:  >  >>