وسمعك صن عن سماع القبيح ... كصون اللسان عن النّطق به
وقال أبو تمّام:
أذن صفوح ليس يفتح سمّها ... لدنيئة وأنامل لم تقفل «١»
وقال آخر:
فتى عزلت عنه الفواحش كلّها
وقال آخر:
عيّ عن الفحشاء أما لسانه ... فعفّ وأما طرفه فكليل «٢»
وقال الموسوي:
إذا العدوّ عصاني خاف حديدي ... وعرضه آمن من هاجرات فمي «٣»
وله أيضا:
ولا أعرف الفحشاء إلا بوصفها ... ولا أنطق العوراء والقلب يعرب
[(٨) ومما جاء في المذاكرة والمجادلة]
[فضل المذاكرة في العلوم]
قال الله تعالى: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ
«٤» وقال النبيّ: لقّحوا عقولكم بالمذاكرة واستعينوا على أموركم بالمشاورة.
وقال ابن المقفع: لا تخل قلبك من المذاكرة فيعود عقيما ولا تعف طبعك من المناظرة فيعود سقيما.
وقال الحسن رضي الله عنه: حادثوا هذه القلوب فإنّها سريعة الدّثور «٥» ، وقال المأمون: لا تتقد مصابيح الأذهان، إلا بصفو مواردها. وقيل: من أكثر مذاكرة العلماء، لم ينس ما علم واستفاد ما لم يعلم.