للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١١) وممّا جاء في الحجّ والعمرة

[وجوب الحج والعمرة]

قال الله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا

«١» وقال صلّى الله عليه وسلّم:

الإستطاعة الزاد والراحلة. وقيل: لما أهبط آدم إلى الأرض أمره الله تعالى بحج البيت. وفي رواية أن الملائكة لقيت آدم بمكة عند باب زمزم فهنأنه على ذلك، وقالت له: يا آدم برّ حجك، فلقد حججناه قبلك بألفي عام. ثم أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بالآذان بالحج فقال: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ

«٢» الآية. فقال إبراهيم وأين يبلغ ندائي؟ فقال الله تعالى: عليك النداء وعلينا الإبلاغ فوقف إبراهيم على أبي قبيس أو بين البيت والمقام، فنادى فأجابه من في أصلاب الرجال وأرحام النساء. وقال تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ

«٣» وقال صلّى الله عليه وسلّم: من وجد زادا وراحلة وأمكنه الحج ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا. وقال: حجوا قبل أن لا تحجوا. وقال: حجة مبرورة لا ثواب لها إلا الجنة. وقال: علامة الحجة المبرورة أن يكون صاحبها بعدها خيرا منه قبلها. وقال: الحج والعمرة فريضتان.

[فضل الحج]

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: من مات في هذا الطريق جائيا أو ذاهبا لقيه الله تعالى يوم القيامة ولم يحاسبه وأدخله الجنة. وقال: ما من أحد جاء يؤم البيت العتيق فركب بعيره ألا لم يرفع البعير خفا إلا كتبت له به حسنة ومحيت عنه سيئة. وقال: من حج هذا البيت أو اعتمر فلم يرفث ولم يفسق كان كمن ولدته أمه. وقال: من حجّ وعليه دين قضى الله دينه.

واستأذن رجل الجنيد في الحجّ فقال: جرّد قلبك من اللهو ونفسك من السهو ولسانك من اللغو.

[فضيلة العمرة]

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: العمرة إلى العمرة كفّارة ما بينهما. وقال: عمرة في رمضان تعدل حجة. وقال ابن عبّاس: كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفر. ويقولون إذا وبر الوبر وعفا الأثر وانسلخ صفر حلت العمرة لمن اعتمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>