للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صعوبة حفظ السرّ

قيل: أصبر النّاس من صبر على كتمان سرّه فلم يبده لصديقه. الصّبر على التهاب النار أهون من الصّبر على كتمان السرّ.

عيب من لا يحفظ سرّه ويستحفظه غيره

وقال الشاعر:

إذا ضاق صدر المرء عن سرّ نفسه ... فصدر الذي يستودع السرّ أضيق

وقال بشّار:

تبوح بسرّك ضيقا به ... وتبغي لسرّك من يكتم

وقال دعامة بن يزيد الطائي:

إذا ما جعلت السرّ عند مضيع ... فإنّك ممّن ضيّع السرّ أذنب

ذمّ مفش سرّه

قيل: فلان أنمّ «١» من النسيم على الرياض، ومن العين منها الصفو والكدر، وقيل:

وهو أضيع للأسرار من الغربال للماء.

قال الشاعر «٢» :

أغربالا إذا استودعت سرّا ... وكانونا على المتكلّمينا

وقال آخر:

أمنت على السرّ أمرأ غير حازم ... ولكنّه في النّصح غير مريب

أذاع به في النّاس حتّى كأنّه ... بعلياء نار أوقدت بثقوب

وقال ابن الرومي:

كان سرّي في أحشائه لهب ... فما تطيق له طيا حواشيها

الأحوال التي يفشو فيها السرّ

قال يحيى بن خالد: الرجل ينبىء عن نفسه في ثلاثة مواضع: إذا اضطجع على فراشه، وإذا خلا بعرسه «٣» ، وإذا استوى على سرجه.

وقيل: إذا أردت أن تنزل الرجل عن سرّه، فتوصّل إليه من حال سكره:

<<  <  ج: ص:  >  >>