مدح الراجع إلى الحقّ في المناظرة
قال عمر رضي الله عنه: الرجوع إلى الحقّ خير من التمادي «١» في الباطل. وقيل:
المبطل مخصوم، وإن خصم والمحق فالج، وإن خصم.
وقال عمر رضي الله عنه يوما: أيّها الناس ما هذه الصدقات التي أحدثتم لا يبلغني أن أحدا أتجاوز صداق النبي صلى الله عليه وسلم إلا استرجعته منه فقامت إليه امرأة فقالت: ما جعل الله ذلك إليك يا ابن الخطاب، إن الله تعالى يقول: وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً
، فقال عمر: أما تعجبون من إمام أخطأ وامرأة أصابت. ناضلت أميركم فنضلته.
وقال الشعبيّ: إنّي لأستحي أن أعرف الحق فلا أرجع إليه.
وقيل لم ير أذعن للحجة إذا لزمته من عمرو بن عبيد.
المستمرّ على خطأه وقد بان له الصواب
قال عمارة: أني لأمضي على الخطأ إذا أخطأت أهون عليّ من نقض وإبرام في مجلس واحد.
وقال بعضهم: نعم المركب اللجاج بعد الحجاج.
ذمّ من تشكّك في الضروريّات
قيل: من شكّ في المشاهدات فليس بتامّ العقل.
قال المتنبي:
وليس يصحّ في الأفهام شيء ... إذا احتاج النّهار إلى دليل «٢»
حكى المتكلّمون أنّ جماعة يلقّبون السوفسطائية، يقولون: لا نعرف لشيء حقيقة، ويقولون لمّا كان أحدنا يرى الشيء في رقدته فيتصور له بصورة ما يشاهده في يقظته، ونرى الصورة في الماء ثم لا حقيقة لها، لم يمتنع أن لا يكون لما نعاينه «٣» ونشاهده حقيقة. وذكر بعض العلماء أنه لم يكن قطّ على هذه الصفة أحد وأن السوفسطائية أنما هو شيء من توليدات المتكلمين ومنحولاتهم.
ذمّ القاصر عن المناظرة
قال الله تعالى: أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ
«٤» ، وقيل