للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قشّر رمانا وهو يقول: نزع الأمير قميصه وخرج في غلالة.

[الكفالة]

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: الزعيم غارم. وكلم رجل آخر في أن يؤخر شيئا على غيره، فقال:

إضمن أنت عنه، فقال: أردنا منك سعة المهلة فكفتنا ضيق الضمان. قال الخليل: في الكفالة ست خصال، الندامة والملامة والكفران والخسران والغرامة والقطيعة. وقيل: إن الفرس صورت كل شيء حتى الكفيل ينتف لحيته من الندامة.

[الحوالة]

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: إذا اتبع أحدكم على ملأ فليتبع، ومن غير هذا الباب احتيج أن يكتب على المعتضد كتاب ليشهد فيه العدول، فكتب في صحة من عقله وجواز أمر له وعليه، فقال جعفر بن محمد بن ثوابة: لا يجب أن يكتب هذا للخليفة، فضرب عليه وكتب: في سلامة من جسمه وأصالة من رأيه.

[الإجارة]

روي عن فاطمة رضي الله عنها أنها قالت: دخل عليّ يوما وأخذ بيد الحسن والحسين فأخرجهما فجاء النبي صلّى الله عليه وسلم فقال: أين إبناي، فقلت: أصبحنا وليس في بيتنا شيء نذوقه فدخل عليّ فأخرجهما حتى لا يبكيا، فخرج النبي صلّى الله عليه وسلم في أثرهما فوجدهم في حائط يهودي وعليّ ينزع كل دلو بتمرة والحسن والحسين يلعبان في سربة لليهودي وبين أيديهم أفضل من تمر، فقال: يا علي، ألا تنقلب يا بني قبل أن يشتد عليهما الحر، فقال: إجلس فإني قد أشبعتهما، فجلس حتى اجتمع له شيء من تمر فجعله في حجره، ثم حمل النبي صلّى الله عليه وسلم أحدهما وعليّ الآخر.

وروي: ما أكل أحد طعاما خيرا له من أن يأكل من عمل يده. وكان داود عليه السلام لا يأكل إلا من كسب يده. ونهى النبي صلّى الله عليه وسلم أن يستعمل الرجل أجيرا حتى يعلمه أجرته، وقال: من استأجر أجيرا فليعلمه أجرته. وروي في الخبر: بينما نفر يتماشون فأخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت صخرة على فم الغارة فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها صالحة، فادعوا الله بها لعلّه يفرجها عنا. فقال أحدهم:

اللهم إنك تعلم أني استأجرت أجيرا بقفيز أرز فلما قضى عمله سخطه فتركه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاء، ثم جاء فقال: اتق الله ولا تظلمني حقّي، فقلت له: انطلق إلى هذه البقر ورعائها فخذها، فقال: أتهزأ بي؟ فقلت: أنا لا أهزأ خذها فأخذها، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنّا ففرج لهم.

[إعطاء أجرة الأجير]

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: ث لاثة أنا خصمهم ومن كنت خصمه خصمته: رجل أعطى ثم غدر،

<<  <  ج: ص:  >  >>