للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو نواس:

ومعربد أبرزته ... للريح إذ سبّ الندامى

أغلقت بابي دونه ... وتركته يرعى الخزامى «١»

ويضاد ذلك ما حكى أنه أتى العريان بشارب، فقال من أنت؟ قال أنا القائل:

إذا صدمتني الكاس أبدت محاسني ... ولم يخش ندماني على صدمها جهلي

فقال العريان: أنعم الله بك عينا، وقال لصاحبه: إحمله على دابتك وبلغه منزله.

مدح الصّفع واحتجاج الصفعان لذلك

الصفع غلّة ولكنه مذلّة ويذهب بالعلّة الغليظة من العينين، إذا أردت أن يكثر نفع دارك فاصبر على الصفع المتدارك. الصفع في هذا الزمان خير من غلّة بستان. الصفع على الريق أنفع من شرب السويق. وقيل لصفعان: ما المعنى في الصفع؟ قال: هو أول منزلة من التواضع وهو يحسن الخلق ويذهب بالصغار ويخفف من الخمار ويؤمن البدن من الاقشعرار، ومن فضائله أنه يونس المستوحش ويبسط المنقبض ويضحك الحزين وينشط الكسلان ويزيل النعاس ويقوي الراس. صفع رجل آخر فغضب المصفوع، فطأطأ رأسه، وقال له: حقك في يدك خذه ولا تغضب.

[معارضة صفعان لمن صفعه]

كان صفعان مع قوم فصفعه بعض لم يكن يؤبه به من بينهم، فقال الصفعان: يا كشحان هذا يفعله من كان له قصر وفي داره طاوس وعلى بابه نعامة، لا من في داره ديك وعلى بابه كلب وحجرته بالكراء.

وصفع رجل آخر فالتفت إليه، وقال: صفع بصفع أو صفع بنفع.

المهجّو بأنه صفعان

قال شاعر:

قفاه على أكفّ الشرب وقف ... وجلدة وجهه ميدان ريق «٢»

وصفع أحمد بن إسماعيل الكاتب صاحبا له، فقال:

سائل طلول القفا ومصفعها ... كيف ترى راحتي وموقعها

كم صائن هامة ممنّعة ... ذلّلها صافع وطبّعها

ولابن حجاج في المتنبي:

يا ديمة الصّفا هبّي ... على قفا المتنبيّ

<<  <  ج: ص:  >  >>