للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت:

تحمّل عظيم الذنب ممّن تحبّه ... وإن كنت مظلوما فقل أنا ظالم

فإنك إن لم تغفر الذنب في الهوى ... تفارق من تهوى وأنفك راغم «١»

[وصف الهوى بأنه جنون]

وصف أعرابي الهوى فقال: هو طرف من الجنون، إن لم يكن عصارة السحر وعليه:

أداء عراني من جنابك أم سحر؟ «٢»

وقال غيلان بن عقبة:

هو السحر إلّا أنّ للسحر رقية ... وإنّي لا ألقى من الحب راقيا

وقال ابن الرومي:

أهوى الهوى كلّ ذي لبّ فلست ترى ... إلا صحيحا له أفعال مجنون

[من شغف بقبيح ليس فيه موضع للعشق]

تيّقن من رآك تحبّ قينا ... بأنّ الحبّ ضرب من جنون «٣»

[مغالبة الهوى]

قيل: مغالب الهوى كمغالب الدنيا. قال شاعر:

قد كنت أعلو الحبّ حينا فلم يزل ... بي النقض والإبرام حتّى علانيا

وقال آخر:

فو الله ما أدري أيغلبني الهوى ... إذا جدّ جدّ البين أم أنا غالبه «٤»

فإن أستطع أغلب فإن يغلب الهوى ... فمثل الذي لاقيت يغلب صاحبه

استعظام المحبوب وجلالته في عين المحّب

يستحسن في ذلك قول بعضهم:

أهابك إجلالا وما بك قدرة ... عليّ ولكن ملء عين حبيبها

وقال آخر:

تمنيته حتّى إذا ما رأيته ... بهتّ فلم أعمل لسانا ولا طرفا

وأطرقت إجلالا له ومهابة ... وحاولت أن يخفى الذي بي فلم يخفا

<<  <  ج: ص:  >  >>