وقال صلّى الله عليه وسلّم: من باع دارا أو عقارا فلم يرد ثمنهما في مثلها، كان كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. وفي حديث آخر: فذلك مال جدير أن لا يبارك فيه. وباع رجل دارا فلما أراد أخذ الثمن وأشهد، قال البائع: أما أنك قد أخذتها غليظة المؤنة قليلة المعونة، فقال المشتري: أما أنك قد أخذتها سريعة الذهاب بطيئة الاجتماع.
ذكر غلّة الدّار
قيل: غلة الدار مسيل، وغلّة النخل كفاف، وغلّة الحب غنى. وقال الحكم بن سعيد قال لي ملك سرنديب: صف لي أهل البصرة، فقلت: قوم لهم نخل يأكلون فضول ثمارهم، وقوم لهم دور يكرونها، وقوم لهم أرقاء يستعملونهم، وقوم لهم أموال يغدون إلى الأسواق فيأكلون فضولها فقال: من كان معاشه من كراء منزله فلئيم، ومن استعمل الأرقاء فكلب ولكن أصحاب النخل بها.
[نوادر في كرائها]
دخل رجل ليكتري حجرة فقال: أين المطبخ؟ قيل: في الجيران من يطبخ لك.
قال: فأين المخبز؟ قيل: هم يخبزون لك. قال: فأين المرتقى إلى السطح؟ قيل: على باب الدار ساحة يطيب النوم بها. قال: إن كانت حوائج الدار كلها خارجها فنحن خارجون ونربح الأجرة.
[الرحاء]
قال بعض الشعراء فيها:
وضيفين جاءا من بعيد فقريا ... على فرش حتّى اطمأنّ كلاهما
قريناهما ثم انتزعنا قراهما ... لضيفين جاآ من بعيد سواهما
وقال:
أغدو علي كالناب في هجارها ... الشارف النافر من حوارها
بصاحب قد ضجّ من إمرارها ... كان فوق النّار من غبارها
شيب عجوز شفّ من خمارها
[الحمام]
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: بئس الحمّام يهتك العورة ويذهب الحياء وقال الرفّاء:
يتمشّى إلى النعيم الذي في ... هـ صلاح الأجساد والأرواح
بيت ريف ترود عينك في ... هـ بسواد الطلى وبيض الفقاح
وقيل للفضل الرقاشي: صف الحمّام، فقال: نعم البيت الحمّام يذهب