أبدا فأمر قومه أن يسلّوا سيوفهم ويمنعوه. وفيهم يقول الشاعر:
ومنّا ابن مرّ أبو حنبل ... أجار من النّاس رجل الجراد
وقال مروان:
هم يمنعون الجار حتّى كأنّما ... لجارهم بين السّماكين منزل «١»
وقال نهشل:
وجار منعناه من الضّيم والعدا ... وجيران أقوام بمدرجة النمل
وقال ابن نباتة:
ولو يكون سواد الشعر في ذممي ... ما كان للشّيب سلطان على القمم «٢»
قال الحطيئة:
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم ... شدّوا العناج وشدّوا فوقه الكربا «٣»
[المستنصر ذويه على أعاديه وتوائب لياليه]
كتب عثمان رضي الله عنه إلى عليّ كرم الله وجهه حين حصر:
فإن كنت مأكولا فكن أنت آكلي ... وإلّا فأدركني ولمّا أمزّق «٤»
قال أحمد بن أبي فنن:
هل أنت منقذ شلوي من يدي زمن ... أضحى يقّد أديمي قدّ منتهس «٥»
دعوتك الدعوة الأولى وبي رمق ... وهذه دعوتي والدّهر مفترسي
قال ابن الحجّاج:
يا راعي السّرب يحميه ويحرسه ... إن الذئاب قد استولت على الغنم
فعافني بتلافي العين من سقم ... لم يبق منّي سوى لحم على وضم «٦»
حتى أقول لريب الدهر كيف ترى ... تعصّب السادة الأحرار للخدم
[نصرة قريب وإن كان عدوا]
قيل: الحفائظ تحلل الأحقاد قال:
عند الشدائد تذهب الأحقاد
وهذا باب مستقصى في الأقارب.