وبارك لنا في صاعها ومدّها، وانقل حماها واجعلها بالجحفة.
[مصر]
لم يذكر الله تعالى شيئا من البلدان باسمه سوى مصر، وذكرها في مواضع بالكناية فقال: وقال نسوة في المدينة وقال: فلن أبرح الأرض يعني مصر. وسئل بعضهم عن مصر فقال: عيش رخي وموت وحي.
[الكوفة]
قال ابن عباس: لو كانت البصرة أمة للكوفة فضلّت ما طلبت رغبة عنها.
وقال كوفي لبصري: أتمدّون أرجلكم مع أهل الكوفة، ولقد كانوا يقرؤون بقراءة أسلاف الحرمين. فجاء حمزة الزيات من الكوفة فقرأ بلغة لا تعرفها العرب فتتابع الناس على قراءته حتى سكان دور الخلفاء.
وكانت القضاة والفقهاء على أحكام سلفهم، حتى جاء أبو حنيفة فتتابع كل الناس على رأيه.
[البصرة]
قال الأحنف: نحن أعذب منكم برية وأكثر بحرية وأبعد سرية. وقال خالد بن صفوان: نحن أكثر منكم ساجا وعاجا وديباجا وخراجا ونهرا عجاجا، وقال: مياهها قصب وأنهارها عجب وسماؤها رطب وأرضها ذهب، وتبقى النخلة بالبصرة مائة وعشرين سنة وتبقى كأنها قدح وما تطول نخلة بالبصرة إلا أعوجت. وقيل: تمثّلت الدنيا على مثال طائر فمصر والبصرة جناحاها.
[وصف جماعة من البلدان]
قال الحجّاج لابن القرية: صف لي البصرة، قال: حرّها شديد وشرها عتيد. مأوى كل تاجر وطريق كل عابر. قال: فواسط، قال: جنة بين حمأة وكمأة «١» . قال: فالكوفة، قال: نقصت عن حر البحرين وسفلت عن برد الشأم فطاب ليلها وكثر خيرها. قال:
فالشأم، قال عروس بين نسوة جلوس أطوع الناس للمخلوق في معصية الخالق.
قال: فخراسان، قال: ماؤها جامد وعدوّها جاهد، بأسهم شديد وحرّهم عتيد. قال:
فكرمان، قال: ماؤها وشل «٢» وتمرها دقل «٣» وعدوها بطل. إن قلّ الجيش بها ضاعوا وإن كثر جاعوا.
قال: فأصبهان قال في حاضرة من الأرض زائغة «٤» من الطريق الأعظم. قال: