للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ

«١» ، وقال حكيم لابنه: أياك أن تصحب السلطان بالجراءة عليه، والتصغير لقدره، والتهاون بأمره، ولتكن صحبتك له كصحبتك للأسد الضاري، والفيل المغتلم «٢» ، والأفاعي القاتلة، وقالت الحكماء: من حقّ من هازله السلطان وضاحكه ثم دخل عليه أن يدخل عليه دخول من لم يجر بينهما أنس قطّ وأن لا يترك الأحلال له، فإنّ أخلاق الملوك ليست على نظام.

[استعمال الوقار في مجلس السلطان]

كان أبو القاسم الكعبي المتكلّم في مجلس أمير خراسان، فسقط من السطح طست فتزلزلت منه عرصة «٣» الدار فلم يلتفت أبو القاسم إلى الأمير، فقال الأمير: لا يصلح لوزارتي إلا هو، وأراد عبد الملك أن يجرب الحجّاج فأمر بأن يدخل في سراويله عقارب، فكانت تلدغه ولم يشتغل بها عن محادثة عبد الملك.

[ترك عظيم غير السلطان في مجلسه]

دخل أبو مسلم على السفاح «٤» وسلم عليه فطرح له متكأ وأبو جعفر «٥» قريب منه فقال السفاح: يا أبا مسلم هذا المنصور. فقال: يا أمير المؤمنين هذا موضع لا يقضى فيه غير حقّك.

[وجوب الأعضاء في مجلس السلطان]

قيل: أهدي إلى ملك الهند ثياب وحلى، فدعا بامرأتين وخيّر أحظاهما عنده بين اللباس والحلي. وكان وزيره حاضرا، فنظرت المرأة إليه كالمستشيرة فأشار بعينه إلى اللباس، ولحظه السلطان فاختارت الحلى لئلا يفطن الملك للإشارة ومكث الوزير أربعين سنة كاسرا عينه ليظنّ الملك أن ذلك عادته، وقيل: من داخل السلطان فيحتاج أن يدخل أعمى ويخرج أخرس.

[المتجنب الكلام الموهم في مخاطبة السلطان]

قال الله تعالى: لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً

«٦» (الآية) ، وقال الله تعالى: لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ

«٧» ، وذمّ قوما من سفهاء بني تميم أتوا

<<  <  ج: ص:  >  >>