للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكيف أطيع العاذلات وحبّها ... يؤرّقني والعاذلات هجوع «١»

فالتفت إلى أبي يريد المساعدة فقلت:

وإني ليلحاني على طول حبّها ... رجال ترى منهم قلوب صحائح

فقال أبي: قم فأنت مثله أو شرّ منه، قال أحمد بن أبي فنن:

أعاذل إنّ لومك لي عناء ... فحسبك قد سمعت وقد عصيت

قال المتنبّي:

إلام طماعية العاذل ... ولا رأى في الحبّ للعاقل

يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطّباع على النّاقل

وهبت سلوى لمن لامني ... وبتّ في الشوق في شاغل

أنشد عبد الله بن طاهر قول من يقول:

أطعت الآمريك بصرم حبلي ... مريهم في أحبّتهم بذاك

فإن هم طاوعوك فطاوعيهم ... وإن عاصوك فاعصي لمن عصاك

فقال طعنة في كبده هلا قال كما قلت:

قولي لناهيك عن ودّي وعن صلتي ... يهجر أحبّته والترب في فيه

فإن عصاك فردّيه بمعصية ... وإن أطاعك فاعصيه وأقصيه

وقال:

وربّ لوم أتاني من أخي سفه ... على ارتماضي فلم أرفع له أذني «٢»

[من ذكر سرور عاذله بصرم محبوبه]

قال محمد بن أبي عيينة:

لقد شمت الواشون أن حيل بيننا ... وسرّوا ألا للشامتين بنا العقبي

وقال التمّار:

صدّ من أهواه عنّي ... فاشتفى العاذل منّي

[استطابة الملامة]

قال أبو نواس:

إذا غاديتني بصبوح عذل ... فشوببه بتسمية الحبيب

فإني لا أعدّ اللوم فيه ... عليّ إذا فعلت، من الذنوب

<<  <  ج: ص:  >  >>