بهن ونهى عن الروث والرمّة، وقال: إنه زاد إخوانكم من الجنّ. وقال: إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسّح بيمينه.
وأهدى أعرابي إلى عبد الملك شيئا فقال: كيف أقبله منك وأنت لا تحسن أن تطوف أي تقضي حاجتك؟ فقال: إني لأطيل المشي حتى أتوارى كراهة أن أرى ولا أستقبل الريح وأجتنب القبلة وأستتر بالموجود وأقدم رجلا وأؤخر أخرى وأفج إفجاج الثعلب وأتمسح بالحجر والمدر وأجتنب الروث والرمة، فقال عبد الملك: أنت نبيل أصيل فقيه، وقبل هديته وأجزل عطيته.
وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل الخلاء يقول: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. وروي:
أعوذ بك من الرجس النجس الشيطان الرجيم، ولم يكن يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.
[الوضوء]
اعتبر الشافعي رضي الله عنه النيّة في الوضوء لقوله صلّى الله عليه وسلّم: الأعمال بالنيات، والتسمية مستحبة لقوله إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله فإنه يطهر جسده وإن لم يذكر اسم الله لم يطهر إلا ما مرّ عليه الماء. وقال صلّى الله عليه وسلّم: لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله وقال: بالغ في الإستنشاق إلا أن تكون صائما. وقال: خللوا الشعر وأنقوا البشرة فإن تحت كل شعرة جنابة.
وتوضأ صلّى الله عليه وسلّم مرة مرة وقال: هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به، ومن توضأ مرتين فهو أفضل ثم ثلاث مرات وقال: هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي. ورأى صلّى الله عليه وسلّم قوما تلوح عراقيبهم ما يصيبها الماء فقال: ويل للعراقيب من النار. وكان عبد الله بن رواحة وقع على جارية له ورأته امرأته فأنكر، فأمرته أن يقرأ القرآن، فقال:
شهدت بأنّ وعد الله حق ... وأنّ النار مأوى الكافرينا
فقالت: صدق الله وكذب بصري ثم أخبر النبي عليه السلام فضحك ولم ينكره.
كراهة صبّ ماء الوضوء على الإنسان
كان الرضا عند المأمون فلما قرب وقت الصلاة رأى الخدم يأتونه بالطشت والماء فقال الرضا: لو توليت هذا من نفسك، لأن الله تعالى يقول: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
«١» فقال: سمعا وطاعة، وأمر الغلمان بانصرافهم وقد أجازوا ذلك. ووضع لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وضوء فقال: من صنع هذا؟ فقيل ابن عبّاس فقال:
اللهم فقهه في الدين.
[وضوء العرب والحمقى]
كان أعرابي إذا توضأ قدم غسل وجهه على إسته، ويقول: لا أقدّم السوءة على