للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من لا يفرج عمّا يقع في أنامله

فلان لا تندى أنامله ولا ترجى فواضله، ألين من كفيه الحجر، هو نزر العرف جامد الكف:

كأنّما خلقت كفّاه من حجر ... فليس بين يديه والنّدى عمل

وقال آخر:

وهل للصّفا العادي ماء إذا عصر «١»

هو نكد الحظيرة أي مانع لما في يديه. قال شاعر:

لو عبر البحر بأمواجه ... في ليلة مظلمة بارده

وكفّه مملوءة خردلا ... ما سقطت من كفّه واحده

وقال البحتري:

جدّة يذود البخل عن أطرافها ... كالبحر يدفع ملحه عن مائه «٢»

وقال الفرزدق:

فتى ماله كالبحر يمنع صاديا ... من الريّ منه وكدره أجاجه «٣»

وقال الزبرقان:

طوى كلّ معروف وأحضر دونه ... عقارب أخشى لسعها وأفاعيا

الرّاجع في هبته والقاطع لصلته

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: الراجع في هبته كالعائد في قيئه، وهذا مما يستدل به على تحريم الرجوع في الهبة بأنه حرام. كما أن أكل المتقيء حرام.

قال ابن الرومي:

لا تكن كالدّهر في أفعاله ... كلّما أعطى عطاياه رجع

وقال البحتري:

أعطى القليل وذاك مبلغ قدره ... ثم استردّ وذاك مبلغ رأيه

وأجرى بعض الكبار على أعرابي شيئا قطعه عنه، فقال فيه:

إن الذي شقّ فمي ضامن ... لي الرزق حتّى يتوفّاني

حرمتني نفعا قليلا فما ... زادك في نفعك حرماني

وقال ابن هرمة:

كممكنة من درّها كفّ حالب ... ودافقة من بعد ذلك ما حلب

<<  <  ج: ص:  >  >>