للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وصف ساق يشغف الشرب بحسنه ويلهيهم بغنجه]

لأبي فراس وقد حضر مجلسا فثمل، فقيل له: سكرت، فأنشأ يقول:

سكرت من لحظه لا من مدامته ... ومال بالنّوم عن عيني تمايله

وما السّلاف دهتني بل سوالفه ... وما الشّمول دهتني بل شمائله «١»

لوى بعقلي أصداغ لوين له ... وغال صبري ما تحوي غلائله «٢»

وقال آخر:

وساع على صحبي بصهباء ... كالغصن المغتص بالماء

أغار من وقفته كلّما ... قال لحاسي الكاس مولائي

حتّى لقد صاروا وهم أخوتي ... من شدّة الغيرة أعدائي

[وصف ساق تشبه وجنته خمرة]

قال ديك الجن:

فقام بخمر يخضب الكفّ كاسها ... وتحسبه من وجنتيه استعارها «٣»

أخذه ابن المعتزّ وزاد عليه، فقال:

تدور علينا الراح من كفّ شادن ... له لحظ عين يشتكي السقم مدنف «٤»

كأن سلاف الخمر من ماء خدّه ... وعنقودها من شعره الجعد يقطف

وقال جحظة:

وخمارة من بنات القسوس ... تبيع المدامة في دارها

وجاءت تهادى كقدّ القضيب ... سقته الغوادي بأمطارها «٥»

وفي كفّها قهوة في الإناء ... وكالنّار لم تغل في نارها

كوجنة من هي في كفّها ... ونكهتها وقت أسحارها

فمن قارص وردتي خدّها ... ومن جاذب فضل زنّارها «٦»

وقال الفرح الصالحي:

ثمل من خمر ريقته ... عطر من ورد وجنته

<<  <  ج: ص:  >  >>