للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو تمّام:

لولا الظلام وعلّة علقوا بها ... باتت رقابهم بغير قلال

فليشكروا جنح الظلام ودرودا ... فهم لدرود والظلام موال «١»

قال عنترة الكلبي:

فلولا الله والمهر المفدّى ... لابت وأنت غربال الإهاب

الفارّ في وقت الفرار والثابت في وقت الثبات

قال يوما معاوية رضي الله عنه: لقد علم الناس أن الخيل لا تجري بمثلي فكيف؟

قال النجاشي:

ونجّى ابن حرب سابح ذو علالة ... أجشّ هزيم والرماح دواني

فقال عمر: وأعياني أشجاع أنت أم جبان؟ فقال: شجاع إذا ما أمكنتني فرصة وإن لم تكن لي فرصة فجبان. وقيل: الهرب في وقته خير من الصبر في غير وقته وقيل: من هرب من معركة فعرف مصيره إلى مستقره فهو شجاع.

[تفضيل الإحجام حيث يكون أوفق على الإقدام]

قال المهلّب: الإقدام على الهلكة تضييع كما أن الإحجام عن الفرصة عجز. وقال المتوكل لأبي العيناء: إني لأفرق من لسانك. فقال: يا أمير المؤمنين الكريم ذو فرق وإحجام واللئيم ذو وقاحة وإقدام. قال مالك الأنصاري:

أقاتل حتّى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا غمّ الجبان من الكرب

من هرب لمّا علم قلّة غنائه

قال هبيرة القرشي:

لعمرك ما وليت ظهرا محمدا ... وأصحابه جبنا ولا خشية القتل

ولكنّني قلّبت أمري فلم أجد ... لسيفي غناء إن ضربت ولا نبلي

وقفت فلّما لم أجد لي مقدما ... صدرت كضرغام هزبر إلى الشبل

ثنى عطفه عن قرنه حيث لم يجد ... ما غاله عند التّصرّف والختل

وقال آخر:

أعاذل ما ولّيت حتّى تبددت ... رجال وحتّى لم أجد لي مقدما

وحتّى رأيت الوريد يدمى لبانه ... وقد هزم الأبطال وانتثل الدّما «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>