للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى يقول ما عندكم ينفد وما عند الله باق.

[التسلية عن الأب ببقاء الابن]

عزّى رجل آخر بموت أبيه، فقال: من كنت من بقيته لموفور ومن كنت خلفه لمجبور ومن كنت وليّه لمنصور:

قال المتنبّي:

فإنّك ماء الورد إن ذهب الورد

وقال علي بن الجهم:

فما مات من كنت ابنه لا ولا الذي ... له مثل ما سدى أبوك وما سعى «١»

التّعزية بالبنات

نعي إلى ابن عباس رضي الله عنهما بنت له وهو في سفر. فقال: عورة سترها الله ومؤنة كفاها الله وأجر ساقه الله. وماتت لعمر بن عبد العزيز بنت فأقبل الناس لتعزيته فأمر بحجبهم وقال: إنّا لا نعزّى في البنات ولا الأخوات.

من فجع بمختص به فلم يحزن لتصورّه قبل وقوعه

دخل رجل على حكيم وهو يأكل فقيل له: قد مات ابنك. فقال: قد علمت، ولم يقطع الأكل. فقيل له: ومن أين علمت ذلك؟ قال: من قول الله تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ

«٢» . وحضر الموبذ عند المأمون بمرو وهو يكالمه إذ وردت عليه خريطة من الحسن فيها أخبار العراق وموت ابن الموبذ، فقال المأمون: أحسن الله لك العوض وعليه الخلف، فأجابه بصالح الأدعية. فعجب المأمون وقال: أتدري ما أردت؟ قال: لا، قال: يقال إن ابنك مات. قال قد علمت ذلك. قال ومن أين علمت ذلك والخريطة الساعة وردت؟ قال:

قد علمت ذلك يوم ولد. وهذا كما سئل أفلاطون فقيل له: ما علّة موت ابنك؟ قال وجوده. وقيل لعمر رضي الله تعالى عنه مثل ذلك، فقال: هذا أمر كنا نتوقعه قبل كونه فلما ورد لم ننكره. وقال شاعر:

وهل جزع مجد عليّ فأجزع

وقال الطّرماح:

ولمّا رأى أنّ الأسى غير دافع ... عن المرء مقدورا من الأمر سلّما

وقال:

هممت بأن لا أطعم الدهر بعدهم ... حياة وكان الصبر أبقى وأكرما

<<  <  ج: ص:  >  >>