للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

عليك باغباب الزّيارة إنّها ... تكون إذا دامت إلى الهجر مسلكا

فإني رأيت الغيث يسأم دائما ... ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا

[شكوى من خفف الزيارة]

قال كشاجم:

بأبي وأمّي زائر متقّنع ... لم يخف ضوء الشمس تحت قناعه

لم أستتمّ عناقه لقدومه ... حتى ابتدأت عناقه لوداعه

فمضى وأبقى في فؤادي حسرة ... تركته موقوفا على أوجاعه

وقال آخر:

وزائر زار وما زارا ... كأنّه مقتبس نارا

ألمّ بالباب أخا نجوة ... ما ضرّه لو دخل الدارا

نفسي فدا لك من زائر ... ما حلّ حتّى قيل قد سارا

وقال ابن أبي البغل:

حبيب إذا ما زارنا قلّ لبثه ... وإن هو عنّا غاب طال جفاؤه

وفي عذر تخفيف الزيارة قال أبو العيناء: سلام معظّم، وجلوس مخفّف وانصراف متأسف.

شكاية من تأخّر عنك

حاذرت إذ واصلت إملالنا ... فخف إذا ما غبت أن نسلو

وقال إسحاق: كنت أزور العبّاس بن الحسن فتأخرت عنه مدة مديدة فقال لي أذقتنا نفسك فلما استعذبناك لفظتنا.

وكان بعضهم يختلف إلى الأعشى فتأخّر عنه أياما فلقيه، فأنشده:

ولجّ بك الهجران حتّى كأنّما ... ترى الموت في البيت الذي كنت تألف

قال العبّاس بن الأحنف:

من ساءل بدر الدجا ... ما باله ترك الطلوعا

وقال ابن الرومي «١» :

يعتلّ بالشغل عنّا ما يزاورنا ... والشغل للقلب ليس الشغل للبدن «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>