للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجب عليه، حجب الله عنه يوم القيامة، فقال عمر رضي الله عنه لحاجبه: الزم بيتك فما رئي بعدها على بابه حاجب.

وقال: لا شيء أضيع للمملكة وأهلك للرعية من شدّة الحجّاب للوالي، ولا أهيب للرعية والعمال من سهولة الحجاب. لأن الرعية إذا وثقوا بسهولة الحجاب أحجموا عن الظلم، وإذا وثقوا بصعوبته هجموا على الظلم.

وقيل: يحجب الوالي لسوء فيه أو لبخل منه ثم أنشد:

والسّتر دون الفاحشات ولا ... يلقاك دون الخير من ستر

وصايا الحجّاب

قال زياد لحاجبه: أني ولّيتك هذا الباب وعزلتك عن أربع، هذا المنادي إذا دعاني إلى الصلاة فلا سبيل لك عليه، وعن طارق ليل فسر ما جاء به ولو جاء بخير ما كنت من حاجته في ذلك الوقت، وعن هذا الطبّاخ إذا فرغ من طعامه فإن الطعام إذا أعيد عليه الطعام فسد، وعن رسول صاحب الثغر «١» فإنه إن أبطأ ساعة ربّما يفسد أمر سنة.

ولما استخلف المنصور ولي الخصيب على حجابته فقال له: إنك بولايتي عظيم القدر وبحجابتي عريض الجاه. فبقها على نفسك ابسط وجهك للمستأذنين وصن عرضك عن تناول المحجوبين فما شيء أوقع في قلوبهم من سهولة الحجاب والأذن وطلاقة الوجه.

وقال الرشيد لحاجبه: احجب عنّي من إذا قعد أطال وإذا سأل أحال ولا تستخفنّ بذي الحرمة وقدّم أبناء الدعوة.

الحثّ على تشديد الأذن

قال أزدشير لابنه: لا تمكن الناس من نفسك، فاجرأ الناس على السباع أكثرهم معاينة لها. وقيل: لا بد للسلطان من وزعة «٢» ، وقيل لبعض السلاطين: لم لا تغلق الباب وتقعد عليه الحجاب فقال: إنما ينبغي أن أحفظ أنا رعيتي لا أن يحفظوني.

الحثّ على إصلاح الحاجب والبوّاب ووصف ما يجب أن يكونوا عليه من الأحوال

قال يزيد بن المهلب لابنه: استظرف الكاتب واستعقل الحاجب. وقال عبد الملك لأخيه: تفقد كاتبك وحاجبك وجليسك فالغائب يخبره عنك كاتبك والوافد عليك يعرفك بحاجبك، والخارج من عندك يعرفك بجليسك.

<<  <  ج: ص:  >  >>