فقالت: إدفع لي ثمن الأغنام التي ابتعتها منّي فقال: والله ما ابتعت منك شيئا. فقالت لقومه: قولوا له لا يجحد الحق. فقالوا: إن كان حق فلا تجحدنّه. فقال والله ما عرفتها قط فتكشفت عن وجهها وقالت: لعلك لا تستثبتني، فقولوا له يستثبتني فقالوا له: فقال:
والله ما عرفتها قطّ ولا رأيتها ولا شاهدتها، فقالت: مالك تشبب بي وتفضحني؟ فخجل وانزجر ولم يعد وكذّبته عشيرته.
[امرأة لطيفة القول بعيدة التناول]
قال شاعر:
يحسبنّ من لين الحديث زوانيا ... ويصدّهنّ عن الخنا الإسلام
ومرّ عبد الله بن جعفر بامرأة مزيّنة مطيّبة جالسة على باب دارها وفي يدها سبحة، فقال: ما التسبيح بمشابه لحالك؟ فأنشدت:
ولله عندي جانب لا أضيعه ... وللهو منّي جانب ونصيب
ولست أبالي من رماني بريبة ... إذا كنت عند الله غير مريب
وقال علي بن الجهم:
وقلن لنا نحن الأهلّة إنّما ... نضيء لمن يسري بليل ولا نقري
فلا بذل إلا ما تزوّد ناظر ... ولا وصل إلا بالخيال الذي يسري
وزاد أبو سعيد الرستمي فقال:
وحسناء لم تأخذ من الشمس شيمة ... سوى قرب مسراها وبعد منالها
وقال المتنبيّ:
كأنّها الشمس تعي كفّ قابضها ... لبعدها ويراها الطرف مقتربا
[مدح المرأة العفيفة]
قال الشنفرى «١» :
لقد أعجبتني لا سقوط قناعها ... إذا ما مشت ولا بذات تلفّت
كأن لها في الأرض نسيا تقصّه ... على أمّها أو إن تكلمك تنكت
وقال جميل:
خود من الخفرات البيض لم يرها ... بسدّة البيت لا بعل ولا جار