فإن تقل إنّني رويت فكالد ... فتر جهلا بكلّ ما أعتقده
محنة العلماء في أيدي الجهّال
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ارحموا عزيز قوم ذلّ، وغنيا افتقر، وعالما بين جهال. وقيل: إن أردت أن تعذّب عالما فاقرن به جاهلا.
وقيل: إن ثمامة بن أشرس لما غضب عليه الرشيد سلّمه إلى خادم يقال له ياسر، وكان الخادم يتفقّده ويحسن إليه حتى سمعه ثمامة يوما يقرأ: ويل يومئذ للمكذبين «١»(بفتح الذال) فقال ثمامة: ويحك المكذّبين هم الأنبياء، اقرأ المكذّبين (بكسر الذال) . قد قيل لي إنك زنديق ولم أصدق. أتشتم الأنبياء؟ ثم هجره وتركه فلم يتفقّده فلما رضي عنه الرشيد وردّه إلى مجلسه، سأله يوما ما أشدّ الأشياء؟ فقال: عالم يجري عليه حكم جاهل.
فظنّ الرشيد أنه تعريض به حتى عرّفه خبر الخادم.
[معاداة الجاهل العالم]
قال رجل لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر الناس أعداء ما جهلوا، فقال: هذا في كتاب الله، بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله.
[معاداة العلماء بعضهم بعضا]
قيل: هلاك العلماء بحسدهم. وقيل: الحسد والملق «٢» مذمومان في كل شيء إلا في العلم.
قال ابن عباس: لا تقبلوا قول العلماء بعضهم على بعض فإنهم يتغايرون تغاير التيس في الزريبة.
وقال الأشجّ: أني لأغار على الحديث كما يغار على الجارية الحسناء.
قال أبو تمّام:
وما أنا بالغيران من دون جارتي ... إذا أنا لم أصبح غيورا على العلم
(٥) وممّا جاء في التعلّم والتعليم وما يتعلّق بهما
وجوب التعلّم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم.