للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

قد قضى ما عليه من بلغ الجه ... د وإن لم يصل إلى ما أرادا

المتكسّب بسلاحه

دخل رجل على أبي دلف فاستماحه وانتسب له، فقال له: أتستميح وجدك القائل:

ومن يفتقر منّا يعيش بحسامه ... ومن يفتقر من سائر الناس يسأل

فخرج الرجل وجرّد سيفه فاستقبله وكيل لأبي دلف معه مال، فاستلبه وقتله، فاتصل الخبر بأبي دلف. فقال: دعوه، فإني علّمته. وقال بعض الشجعان: التظلل ضرر والاتكال غرر، ولا يكسب الأموال إلا منازلة الأبطال ومصاولة الرجال وتجريد السيوف ومباشرة الحتوف.

قال الأعشى:

فتى لا يحب الزاد إلا من التّقى ... ولا المال إلا من قنا وسيوف

وقال ابن نباتة:

شرابهم في الحرب ما تمطر القنا ... وأكلهم ما تجتنيه الصوارم «١»

وصف الناس بأنّ تصرفهم في طلب المعاش

وقال أبو العتاهية:

المرء يغلط في تصرّف حاله ... فلربما اختار العناء على الدّعه

كل يحاول حيلة يرجو بها ... دفع المضرّة واجتلاب المنفعه

وقيل لفارسي: فيم تقلب الناس، فقال بالفارسية أش نياز واز، أي من الفقر والحرص، قال آخر:

كلّ امرىء مشتغل بنفسه ... يطلب ما يطحنه بضرسه

[النهي عن الاغترار بما في يد الغير]

قيل: غثّك خير من سمين غيرك. قال شاعر:

وإن حدّثتك النفس أنك قادر ... على ما حوت أيدي الرجال فجرّب

وقال أبو العتاهية:

لا تغضبنّ على امرىء ... لك مانع ما في يديه

واغضب على الطمع الذ ... ي استدعاك تطلب ما لديه

<<  <  ج: ص:  >  >>