للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصار أبو علقمة إلى كواز فقال: أعندك جرّة لا فقداء ولا دناء ولا مغربلة الجوانب، خضرة نضرة قد مسّها النار، إن نقرت عليها طنّت، وإن أصابتها ريح غنّت، ولكن بدرهم.

فقال الكواز: دعني من شتمك يا ماصّ بظر أمّه.

الأحوال الدّالة على العيّ

من العي البهرة، وفتل الأصابع، ومسّ اللحية، ولذلك قال:

مليء ببهر والتفات وسعلة ... ومسحة عثنون وفتل الأصابع

وقال ابن المقفع: من علامة العيّ النكث في الأرض، والإطراق من غير فكرة.

[المحتبس في كلامه]

قال الشاعر:

كأنّ في فيه لقمة عقلت ... لسانه فالتوى على حنق

محرّك رأسه توهّمه ... قد قام من عطسة على شرق

وقال آخر:

كأنّ فيه لففا إذا نطق ... من طول تحبيس وهمّ وأرق

وقال آخر:

ديافيه قلف كأنّ خطيبهم ... سراة الضّحى في سلحه يتمطّق

ويقال: هو عياياء طباقاء.

[اعتذار محتبس في كلامه]

قال بعضهم: نحن حيّ فعال ولسنا بحيّ مقال. ونحن بأدنى مقالنا عند أحسن فعالهم.

وقال بعض وفد خراسان: إنا ببلاد نأت عن العرب، شغلتنا الحرب عن الخطب.

واعتذر رجل لحبسة فقال: يعزب البيان ويعتقم الصواب وإنما اللسان مضغة من الإنسان يفتر بفتوره إذا نكل، ويثوب بانبساطه إذا ارتجل.

وقيل لأعرابي: أين فصاحتك؟ فقال: لحقت بمواطنها بنجد.

وقال شاعر:

ارفق بعبدك إنّ فيه بلادة ... جبلية ولك العراق وماؤه

المقام الذي لا يستنكف فيه من العيّ والحصر

سئل ابن داود: متى يكون البليغ عييا؟ فقال: إذا سأل عما يتمنّاه وشكا حبّه إلى من يهواه، ثم أنشد:

بليغ إذا يشكو إلى غيره الهوى ... وإن هو لاقاه فغير بليغ

<<  <  ج: ص:  >  >>