وأخذ بيده فقال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأبغض من أبغضه وأنصر من نصره وأخذل من خذله، وقال يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. ثم دعا عليا وهو رمد فأعطاه اللواء وقال: أنت أخي في الدنيا والآخرة.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: النظر إلى علي عبادة. أي إذا برز يكبّر الناس فيقولون: لا إله إلا الله، ما أجله ما أعلمه ما أشجعه ما أشرفه. وقال عليه السلام: بعثني النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن فقلت: يا رسول الله أتبعثني وأنا حديث السن لا علم لي بالقضاء، فقال: إنطلق فإن الله تعالى سيهدي قلبك ويثبت لسانك. قال: فما شككت في قضاء بين رجلين.
ولما أنزل الله عز وجل وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ
«١» قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لعليّ: سألت الله أن يجعلها أذنك فما سمع بعدها شيئا إلا حفظه. وعن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني قال وما ذاك؟ قال تزوّجني فاطمة فسكت عنه، فرجع أبو بكر إلى عمر فقال هلكت وأهلكت، قال وما ذاك؟ قال خطبت فاطمة إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فأعرض عنّي، فقال: مكانك حتى آتي النبي صلّى الله عليه وسلّم فأطلب مثل ما طلبت فأتى عمر النبي صلّى الله عليه وسلّم فقعد بين يديه، وقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني، فقال وما ذاك؟ قال تزوجني فاطمة فأعرض عنه، فرجع عمر إلى أبي بكر فقال إنه ينتظر أمر الله فيها، إنطلق بنا إلى علي حتى نأمره أن يطلب مثل الذي طلبنا، قال علي فأتياني وأنا في سبيل فقالا: ابنة عمك تخطب فنبهاني لأمر فقمت أجرّ ردائي، طرف على عاتقي وطرف في الأرض حتى أتيت النبي صلّى الله عليه وسلّم فقعدت بين يديه، فقلت:
يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي وإني وإني، قال وما ذاك يا علي؟
قلت: تزوجني فاطمة قال وما عندك؟ قال: فرسي وبدني يعني درعه. فقال: أما فرسك فلا بد لك منه وأما درعك فبعها فبعتها بأربعمائة وثمانين فأتيت بها النبي صلّى الله عليه وسلّم فوضعتها في حجره فقبض منها قبضة، فقال: يا بلال أبغنا بها طيبا وأمر أن يجهزوها، فجعل لها سرير مشرط بالشريط ووسادة من أدم حشوها ليف، وملأ البيت كثيبا يعني رملا، وقال: إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك. فجاءت مع أم أيمن: فقعدت في جانب البيت وأنا في جانب، وجاء النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: ههنا أخي. فقالت أم أيمن: أخوك وقد زوجته ابنتك. فدخل النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال لفاطمة: ائتيني بماء فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء وأتته به، فمج فيه ثم قال:
قومي فنضح ثدييها وعلى رأسها ثم قال: اللهم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، ثم قال ائتني بماء، فعلمت الذي يريده، فملأت القعب ماء وأتته به فأخذ منه بفيه ثم مجه ثم صب على رأسي وبين يدي وقال: اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم. ثم قال:
أدخل على أهلك بسم الله والبركة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة. وعمر