امرأته، وقال الشاعر:
إذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت ... حليلته وازداد حرا عجانها
وقالوا: إذا خرج المسافر فالتفت لم يتم سفره، وقال الشاعر:
تلفّت نحو الحي حتّى وجدتني ... وجعت من الإصغاء، ليتا وأخدعا
وإنما التفت لأنه كان عاشقا، فأحب أن لا يتم سفره ليرجع إلى محبوبه.
وكانوا يوقدون خلف المسافر إذا أرادوا أن لا يرجع، ويرمون خلفه بحصاة وروثة، ويقولون: راث خبره وحصن أثره، فإذا أرادوا سرعة رجوعه تناولوا من تحت قدميه، وقال شاعر في امرأة، قالت له واقتصت من أثره:
يا ربّ أنت جاره في أثره ... وجار خصييه وجار ذكره
وكان إذا أصاب إبلهم العرّ «١» ، كووا الصحيح منها. يزعمون أن الجربي بذلك تبرأ، قال النابغة:
كذي العرّ يكوى غيره وهو راتع
ومذهبهم في الحامي والبحيرة والسائبة والوصيلة معروف. وإذا بلغت ابلهم الفا فقؤا إحدى عيني الفحل. وإذا زادت عن الألف فقؤا عينه الأخرى. ويسمّون ذلك المفقأ والمعمى. ويزعمون أن ذلك يطرد عنه العين.
وقالوا: أيّما امرأة أحبها زوجها أو خدنها، فلم يشق أحدهما ثوب الآخر لم يبق بينهما الحب، ولذلك قال الشاعر:
إذا شقّ برد شقّ بالبرد برقع ... دواليك حتّى ليس للثوب لابس «٢»
وقالوا: الضالّ في المفازة متى لبس ثوبه مقلوبا اهتدى. قالوا: والجمل متى ندّ فذكر بعض آبائه، والناقة إذا ندّت فذكر بعض أمهاتها سكنا، ولذلك قال الشاعر:
أبول والوجناء بي تقحم ... قل لي ما اسم أمّها يا علكم «٣»
وقالوا: من عشق فكوي بين أليتيه سلا. وكان يفعل ذلك بنو عذرة «٤» خاصّة.
وكان لهم خرزة يقال لها السلوان، إذا شرب حكاكتها العاشق سلا في ما زعموا، قال